نظمت هيئة الأفلام في الرياض، ورشة عمل بعنوان: "السينما كمصدر للمعرفة"، قدمها الدكتور مصعب العمري. وتناولت الورشة مفهوم المعرفة ومصادرها، والدور الذي تقوم به السينما في نقل مختلف العلوم للمتلقي، وأثر التقنيات الجديدة في السردِ والعروضِ المرئية، وذلك وسط حضور ومشاركة طلاب تخصصات الفنون والتخصصات السينمائية في الجامعات السعودية، ونخبةً من المهتمين والمختصين في صناعة السينما بالمملكة. واستهلت الجلسة الأولى التي جاءت بعنوان: "السينما أداة تثقيف وتنوير وإطلاع"، بتعريف مفهوم "المعرفة" وكيف أسهم الفن السينمائي في نقلها من خلال العديد من الأفلام، مشيراً للتحدي الذي يواجه السينمائيون في كيفية تقديم عملٍ ترفيهي يتضمن التثقيف والمعرفة. وناقشت أيضاً "دور السينما في مواكبة التطورات الحديثة" وتأثير التقنيات الجديدة على سرد القصص والتعبير المرئي، وإظهار الاتجاهات الاجتماعية المتغيرة والتطورات الثقافية، واستعرض الدكتور العمري فيه أشكال وسائل العرض الجديدة، بداية من أشرطة الفيديو مروراً بالأقراص المدمجة، وصولاً إلى الأفلام التفاعلية، كما استشهد بفيلم Black Mirror (2018)، الذي يتيح للمشاهد اختيار مجريات أحداث الفيلم، وتحدث عن الاتجاهات الاجتماعية المتغيرة والتطورات الثقافية، والأشكال الجديدة للعروض بعد ظهور الأفلام التفاعلية، ليستعرض بعدها نماذجاً لأعمالٍ سينمائية مواكبة للتطورات الحديثة: Avatar (2009)، Gravity (2013)، Moonlight (2016)، Get Out (2017)، Black Mirror (2018)، و23 فيلماً تفاعلياً من منصة "نتفلكس". واستعرضت الجلسة الثانية المعنونة ب"حدود تأثير السينما على المتلقي" كيفية صناعة الهوية المعرفية من خلال العروض السينمائية عبر إبراز عناصر: البيئة، واللغة، والتراث، والدين. وتناول الدكتور العمري الممكنات التي تسهم في إحداث التأثير المرجو على المتلقي، وكيفية الاستفادة من الإرث التاريخي والإنساني والغزارة الثقافية والمكانة السياسية للمملكة منذ ثلاثة قرون، مستعرضاً بعض النماذج المحلية لأفلام سعودية منها: ولد ملكاً 2019، المرشحة المثالية 2019. يذكر أن الورشة التي نظمتها هيئة الأفلام، بشراكة إعلامية مع موقع سوليوود، تأتي ضمن سلسلة الورش الدورية التي تنظمها الهيئة في إطار جهودها للارتقاء بقطاع الأفلام والعاملين فيه، عبر تعزيز الوعي والمعرفة السينمائية ومناقشة أبرز الموضوعات ذات العلاقة بكيفية تطوير مهارات الهواة والمحترفين في المجال، مع طرح التحديات التي تواجههم وطرق التغلب عليها، وتحويلها إلى فرصٍ يمكن استثمارها لتكون تجارباً ناجحة.