أكد معالي محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية الدكتور محمد بن سعود التميمي أن قطاع الاتصالات والفضاء والتقنية يؤدي دوراً هاماً ومحورياً في تعزيز وتقدم مسارات التنمية المستدامة، عبر "منهج التعاون المُرتكز على البيانات"، مشيراً إلى أن البيانات هي المعرفة، والمعرفة هي القوة، حيث تساعد تقنيات مراقبة الأرض في فهم ما يشهده العالم من تغيرات وتحديد الإجراءات التي يتوجب اتباعها لتوجيه دفة تلك التغيرات نحو الاتجاه الصحيح. جاء ذلك خلال إلقاء معاليه كلمة المملكة في افتتاح أعمال منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات "WSIS 2023"، بحضور مندوبها الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف السفير عبدالمحسن بن خثيلة، المقام بمدينة جنيف بسويسرا تحت عنوان "خطوط عمل القمة لإعادة البناء بشكل أفضل وتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة". ولفت معاليه النظر إلى أن تسخير القدرات الكامنة للبيانات يتطلب التأكد من إتاحتها للجميع، وضمان توفير خدمات الاتصالات لكل فرد، وبذلك نمنحهم وصولاً إلى البيانات والمعلومات والمعارف بما يرتقي بمعيشتهم نحو الأفضل ويعود بالفائدة عليهم وعلى كوكب الأرض، مشيرًا إلى أثر وصول خدمات الاتصالات من خلال الدعم الصحي الافتراضي الذي قدمه مستشفى "صحة" الافتراضي هذا العام لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، ويعد اليوم مستشفى "صحة" أكبر مستشفى افتراضي عالمي مرتبط بشبكة متنامية تضم حالياً أكثر من 152 مستشفى. وبين أن المملكة عملت على تبني الشبكات غير الأرضية لتغطية الفجوات الحالية في الشبكات الأرضية وتوفير خدمات اتصالات تشمل الجميع، وعقدت خلال العام الماضي ست تجارب للشبكات غير الأرضية منها تنفيذ أول تجربة اختبار شبكات الجيل الخامس باستخدام أنظمة المنصات عالية الارتفاع، كما اعتنت المملكة بالفضاء حيث نبحث الآن مع الشركاء في القطاع الخاص فرص إطلاق مشروع مشترك لتوليد الطاقة الشمسية في الفضاء الخارجي، والتي يمكن استخدامها كمصدر للطاقة الخضراء على كوكب الأرض، والذي من شأنه أن يوفر مصدراً مستمراً للطاقة النظيفة على مدار 24 ساعة يومياً دون إنتاج أي مواد ملوثة للبيئة، وبالتالي يسهم في الحد من الانبعاثات الكربونية. واختتم معاليه حديثه بالإشارة إلى ما تعكسه تلك الجهود والتوجهات التي رسمتها إستراتيجية الاستدامة التي أطلقتها الهيئة العام الماضي ومواكبتها لخارطة الطريق الأوسع نطاقاً، والمتمثلة في مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر التي تدمج ما بين حماية البيئة والتحول الرقمي والاستدامة القائمة على الابتكار بما يقودنا إلى مستقبل أخضر، مؤكداً أن تحقيق أهداف التنمية المُستدامة لابد أن يكون جهداً جماعياً عالمياً مشتركاً، فيما تعدّ التنظيمات الركيزة الأساسية للتعاون الدولي والحوكمة السليمة تحت مظلة الاتحاد الدولي للاتصالات، وهي التي تحدد قواعد اللعبة وتخلق الثقة عبر إرساء دعائم تحمي خطواتنا وتقودنا إلى الطريق الصحيح.