تناول ملتقى جامعة الطائف عدداً من الموضوعات البحثية والعلمية عن الطائف وسكانه، وواصل الملتقى بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، وجمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون الخليجي، في يومه الثالث استكمال جلساته للحديث عن آثار الطائف ,والأحداث التاريخية فيه. فعن قصر مروان قالت رئيس مركز تاريخ الطائف الدكتورة لطيفة العدواني: إن القصر في قرية العبيلاء في الجزء الشمالي الشرقي لمحافظة الطائف على بُعد نحو أربعين كيلاً منها، ويُشرف على محيط سوق عكاظ التاريخي من الجهة الجنوبية , وقد شُيدت وحداته المعمارية من حجر المرو المحلي المنتزع من جبل العبل الشهير الذي يُعد أحد أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة. وأضافت يعود تاريخ القصر إلى ما قبل القرن الثاني عشر الهجري، ومن بقايا معالمه تتضح خصائص العمارة التقليدية الحجازية في النصف الأول من القرن الثاني عشر الهجري. فيما سلط الدكتور منصور الدعجاني الضوء على تاريخ ضاحية الحوية في العهد السعودي، من خلال وقائع ويوميات صحيفة أم القرى التي أسهمت بشكل كبير في التوثيق لكثير من أحداث وتفاصيل ضم الحجاز لحكم الملك عبد العزيز - رحمه الله-. وقال : إن اختيار الحوية أتى لأهمية موقعها، حيث تعد بوابة الحجاز، وفيها حدثت أهم معارك ضم الحجاز للحكم السعودي، علاوةً على ذلك فهي مصيف الملك عبدالعزيز، ومخيمه الدائم عند قدومه إلى مكة كل عام، فضلاً عن دورها السياسي والعسكري والاجتماعي والثقافي. من جانب آخر أوضح الباحث محمد الأسمري أن الطائف هي مدينة الجيش والدفاع، مبيناً أنها كانت مقر النواة الأولى لإدارة الجيش العربي السعودي عام 1348ه، حين كان أول تشكيل للمشاة النظامية، ثم تأسيس مديرية الأمور العسكرية، وأول التشكيلات لفوج المشاة، وفوج المدفعية، وفوج الرشاشات، وفي عام 1349ه بلغت القوات النظامية حداً اقتضى بتشكيل وكالة للدفاع، بجانب مديرية الأمور العسكرية، التي كونت الجيش إلى ثلاث وحدات رئيسية، وهي المشاة والمدفعية والفرسان، وفي عام 1364ه شكلت فرق تدريب المشاة في الطائف، لتدريب الجيش تحت مسمى «فرق التدريب الأولى» واستمرت بهذا الاسم حتى عام 1367ه، حيث تطور تشكيل هذه الفرق تدريجياً في مناطق الوطن، حتى تكامل العقد اليوم لتكون الطائف مقراً لكلية الملك عبد الله للدفاع الجوي، ومقراً أيضاً لكثير من القطاعات العسكرية الأخرى. فيما قالت الدكتورة هالة المطيري: إن الطائف استمرت مصيفاً لأهل مكة، وجدة في مختلف حقب تاريخها حتى بلغت أقصى شهرتها في عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي اتخذها مصيفاً له ولحكومته ولأسرته طوال حياته , مشيرة إلى أن الطائف من أهم المصائف في المملكة، ومن أقدمها شهرة في التاريخ.