تستعد وزارة الثقافة لتنظيم مهرجان "جدة للتراث" خلال المدة من 2 إلى 18 ديسمبر المقبل في مدينة جدة، وذلك ضمن برنامج جودة الحياة "أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030"،الذي ستحكي من خلاله أبرز المحطات التاريخية والثقافية التي مرت بها مدينة جدة من فترة ما قبل الإسلام إلى الوقت الحاضر، بطريقةٍ تمزج التراث العريق بالحداثة الطموحة، لتأخذ الزائر في تجربةٍ شيّقة تاريخية ومعاصرة بقوالبٍ تقنية حديثة وممتعة. ويستقبل المهرجان زوَّارَه في السوق الشعبية التي ستقام في منطقةٍ مفتوحة بأجواء تراثية تاريخية، وأزياء تقليدية، وبمشاركة الحرفيين البائعين الذين سيعرضون عدداً من المنتجات الحرفية مثل صناعة الفخار، حياكة الملابس القديمة، وحضور لبائعيّ التمور والحبوب، السمك، والخبز، بالإضافة إلى النحَّاتين، النجَّارين وخلافهم، مع توفير عربات ومحال وأدوات قديمة وتاريخية يعيش من خلالها الزائر أجواء الأسوق الشعبية قديماً. وبعدها سينتقل إلى تجربةٍ تفاعلية بصرية مبهرة في "معرض الفنون البصرية" الذي سيعرض بأحدث التقنيات أفلاماً وصوراً ومجسمات وأماكن قديمة من خلال دمجها في قالبٍ تعليمي وشيّق وثريّّ بالمعلومات. وفي "المتحف" سيتجول الزائر عن طريق الواقع الافتراضي في الأماكن التاريخية مثل قصر نصيف، والحرم المكي، والحرم المدني قديماً, كما سيوفر المهرجان موقعاً يحاكي مباني وشوارع جدة قديماً، متضمناً أنواع الطراز العمراني القديم للمباني، الشوارع، النوافذ، المداخل ومراكز التجمع، المقاهي، وتصاميم المنازل داخلياً، إضافةً إلى عرض بعض تفاصيل طرق البناء، وذلك بمنطقة "العمارة والتصميم". وفي منطقة "الأزياء عبر الزمن" تُعرض الأزياء المحلية وتسلسها التاريخي، وأهم التغييرات التي طالتها، إلى جانب توضيح المواد المستخدمة في صُنعها عبر عرضها على مجسمات مزودة بوصف يحكي تاريخ الزي، واسمه، وبعض تفاصيله. كما سيحكي المهرجان في عرضٍ مسرحي، التغيير بين المفاهيم وأساليب حياة المجتمع، وبعض الفروقات بين الماضي والحاضر في قالبٍ كوميدي هادف، وفي حي يحتوي على جميع العناصر الرئيسية (متاجر، مقاهي، أماكن جلوس)؛ ليتم تمثيل أهم تفاعلات الناس، وأبرز ما يشغلهم من الأمور الحياتية في ذلك الوقت. أما في منطقة "مقهى ومطعم بين الماضي والحاضر" فستجمع جلسات المنطقة بين الكراسي الحديثة والمركاز، وتوزع فيها المشروبات القديمة كقهوة اللوز، والسحلب، والسوبيا وغيرها، بالإضافة إلى القهوة السعودية، وأكلات محلية مضاف عليها لمسات عالمية بطريقةٍ مبتكرة. وفي قسم "ألعاب الأطفال" ستُدمج الألعاب التفاعلية الحركية المستخدمة قديماً بالحديثة. ويختتمُ الزائرُ رحلتَه في المهرجان بمنطقة "ساحة الفنون" التي ستقدم الفنون والرقصات الشعبية القديمة في عرضٍ حي تقدمها فرق شعبية. ويأتي المهرجان بطابعه التراثي والتاريخي والثقافي؛ ليحتفي بالعمق الحضاري لمدينة جدة، وساكنيها ثقافياً واجتماعياً وتجارياً، على مر التاريخ، وذلك ضمن اهتمام وزارة الثقافة في الاحتفاء بالتراث الوطني، وإبراز القصص التاريخية والثقافية التي عاشتها جدة على مرِّ العصور.