تعد الطائف أحد أهم الوجهات السياحية في المملكة، الأمر الذي يعزز من استكشاف التنوع الكبير الذي تحتضنه تجاربها السياحية، والفرص الاستثمارية بمجالاته المختلفة، حيث تتمتع بحزمة من المزايا التي تشكّل قيمة مضافة للمشاريع السياحية، بوصفها البوابة الشرقيةلمكةالمكرمة ونقطة التقاء لعدد من الطرق المتصلة بالمناطق والمدن المجاورة, إضافة إلى احتضانها لعدد من المواقع التراثية والتاريخية والبيئية التي تضفي عليها بعداً تاريخياً وجغرافياً فريداً. وتسبر أغوارَ المدينة بثنائية (العين والقلب) لتتلمَّس ملامحَها التي تحكي تاريخها العريق النابض بالأصالة المرتسمة على وجوه سكانها الذين يبلغ عددهم أكثر من 1.1 مليون نسمة، والناطق بالمعاصرة التي تستشعرُ رؤية المشروع التنموي للمملكة وتسير في رَكْبه بخُطى حثيثة، ويتمثل ذلك في فنادقها التي تشكل فئة ال 5 نجوم وال 4 نجوم نسبة 42% منها، بالإضافة إلى مشاريعها القادمة التي ستثري الأبعاد الجمالية فيها, وتتيح التأمُّل، والتنزه على إيقاع الشعر الغنائي، والسير بين بساتين الفاكهة، ومزارع الورود، وسحر الطبيعة الجبلية. وتحفز سلسلة جبال سُراتها الممتدة روحَ المغامرة والحماس والتحدِّي للوصول إلى قممها، خاصة وأنت ترى الزوار يتوافدون إليها كل عام، إذ بلغ عددهم خلال العام الماضي 2021 نحو 2.9 مليون زائر، وتركز حضورهم خلال شهري يونيو ويوليو بمعدل 500 ألف زائر لكل شهر منهما، وقد تجاوز معدل إنفاقهم في ذلك العام نحو 1.7 مليار ريال مقارنة ب 709 ملايين ريال عام 2018. والطائف خيار مثالي للترفيه والثقافة في ظل قربها من مكة وعمق زخمها التراثي، وروعة مناخها المعتدل، الذي يجعل منها وجهة رائعة للاسترخاء والراحة على جبالها ذات الميزات التنافسية بطبيعتها الخلابة ومزارع فواكهها من التين والعنب والرمان والبرشومي، وبساتين ورودها التي تتجاوز ال 900 مزرعة وبستان تنتج نحو 300 مليون زهرة كل ربيع، مما جعل منها بيئة مثالية لتربية النحل وإنتاج العسل وتصديره , ليصبح مهرجان الورد في شهري مارس وأبريل كل عام أيقونة احتفالية تستقطب محبي منتجات الورود والأطعمة التقليدية والحرف اليدوية. كما لا تتوقف المهرجانات والفعاليات في الطائف عند جانب واحد، فهناك سوق عكاظ أشهر أسواق العالم الإسلامي وهو حدث سنوي يمتد لشهر يتم فيه عرض ثقافة الطائف وتاريخها وتراثها الأدبي والفني وحرفها اليدوية , وهنالك المتاحف مثل قلعة شبرا ومتحف الشريف ومتحف عبد الله بن عباس. وتوفر جولة "استكشف بُعد الطائف" التي ينفذها صندق التنمية السياحي؛ رحلة سياحية تطوف فيها مواقعها الساحرة، وتحلّق لتستكشف دلالات التاريخ وأبعاد الجغرافيا، ولتتعرف على معالم مدينة الورود ومَواطِن الجمال فيها، وتتوقف مع تراثها التاريخي العريق ، وبدأت من منطقة الهدا حيث المتنزهات والبساتين وعربات التلفريك، والمطاعم والفنادق والألعاب الترفيهية والمتاجر وصالات التزلج، ثم منطقة الشفا التي تبعد عن المدينة 28 كم، بارتفاع 2500 م فوق سطح البحر، هنا المتعة بالإطلالات الجبلية والأودية الخصبة ومزارع الفاكهة الطائفية ومناحل العسل، والمرافق الترفيهية والشاليهات والنُزل السياحية ثم متنزه الرُدَّف: الذي يقع جنوبالطائف، فحديقة الحيوان: التي تحتوي على آلاف الأنواع من الحيوانات والطيور الفريدة. كما تزخر الطائف بعدد كبير من المتنزهات والحدائق والمعالم المتنوعة مثل: متنزه الجبل الأخضر وحديقة الملك فهد ومتنزه الملك عبد الله ومتنزه سيسَد الوطني ومتنزه الشعلة ومتنزه الحدبان وروابي لاند بارك وحديقة الشلال وحديقة الفيصلية وحديقة العنود وقرية الشفا، ومتحف أم الدوم ومصنع ورد القرشي ومصنع ورد الكامل، إضافة إلى عدد من المعالم الثقافية والتاريخية.. كسوق عكاظ: الذي يحاكي السوق القديم الشاهد على أمجاد العرب وتراثهم الخالد , وقصر شبرا الذي يكتسب قيمته التاريخية من حيث كونه مقراً لإقامة الملك عبد العزيز والملك فيصل يرحمهما الله عند زيارتهما للطائف. كما يوجد جامع عبد الله بن عباس الذي يعد من أقدم المساجد ويقع في وسط المنطقة التاريخية وقد ظل منبراً للعلم طوال 14 قرناً , ومتحف الشريف، حيث تزخر قاعاته بالقطع الأثرية التي تعكس تراث الطائف، وباب الحزم: ويسمى أيضاً (باب الجبل)، و(باب شبرا) لوقوعه أمام قصر شبرا، ويكتسب أهميته من كونه أحد أهم مداخل سور المدينة القديمة الخمسة التي كانت تُغلق مساءً. ولم يتوقف قطار التنمية عند هذه المحطات السياحية، بل امتد ليشمل عدداً كبيراً من المشاريع التي يبرز من بينها:- مشروع (الطائف الجديد): لبناء أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية، ومدينة تعليمية، وجامعة، ومطار، بالإضافة إلى مشروع مدينة سوق عكاظ الذي يعتبر أول وجهة سياحية ثقافية متكاملة بالمملكة ومركز جذب ثقافي للأعمال والترفيه والضيافة وسيوفر نحو 1250 غرفة، ويستقطب نحو 260 ألف سائح مع إسهامه في الناتج المحلي بما يصل إلى 80 مليون دولار، وتوفيره 4000 فرصة وظيفية.- مشروع مطار الطائف: حيث يتم تطوير المطار ليستوعب 5 ملايين مسافر ويزداد عددهم إلى 8 ملايين مستقبلاً. وتنفذ مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مشروع واحة التقنية بالطائف عبر حزمة من المشاريع لتكون الواحة منصة لتطوير وتطبيق واختبار التقنيات الجديدة، وليكون المشروع نموذجاً عالمياً لتطبيق الابتكارات في الطاقة المتجددة وتوفير استهلاك المياه وإدارة وتدوير النفايات وتقنية المعلومات , فيما ستوفر الواحة نموذجاً لأساليب العيش والحياة العصرية في السكن والفندقة والترفيه من خلال استقطاب المؤهلين المحترفين ليشكلوا منظومة بيئة مجتمع ابتكاري يعزز ويربط بين البحوث العلمية وبحوث تطوير منتجات القطاع الخاص ولتكون الواحة بيئة جاذبة للشركات الأجنبية، والوطنية، وداعماً لنموها، وتوسُّعها. ويعكس مشروع "واجهة الطائف" النوعي المرتقب أهمية هذه المدينة وأحد أهم الوجهات السياحية في المملكة، حيث سيوفر مساحة لممشى خارجي كبير، ومساحات مخصصة للمحال التجارية المحلية والعالمية، كما يشكل وجهة متميزة لقضاء وقت ممتع لسياحة الأعمال والترفيه وزوار الحرم المكي، ويقدم المشروع مفهوماً حديثاً في التسوق مما يجعله مقصداً سياحياً وترفيهياً مهماً لزوار وقاصدي مدينة الطائف , كما يعكس التزام صندوق التنمية السياحي بتنمية الوجهات السياحية بالمملكة، في إطار الإستراتيجية الوطنية للسياحة. وينظم صندق التنمية السياحي الجولة التعريفية الأولى من نوعها "استكشف بُعد الطائف" خلال الفترة من 1-3 ربيع أول 1444ه، الموافق 26 – 28 سبتمبر 2022م، وهي رحلة جديرة بالاهتمام من كل الزائرين، والمستثمرين، ورواد الأعمال، في ظل ما يقدمه الصندوق من برامج تمكينية داعمة وحلول تمويلية وتسهيلات لتحفيز مستثمري القطاع الخاص واحتضان المنشآت العاملة بالقطاع السياحي لإثراء التجارب السياحية فيها، وفق الإستراتيجية الوطنية للسياحة التي اختارت الطائف ضمن الوجهات السياحية المستهدفة في مشروع تنموي سياحي واقتصادي مستدام، سيرسم مستقبل السياحة بالمملكة، ويدعم مكانتها كوجهة سياحية عالمية قادمة وفق مستهدفات الرؤية التنموية 2030.