أصدرت دارة الملك عبدالعزيز ممثلةً في مركز تاريخ الطائف الذي تشرف عليه الدارة وتحتضنه جامعة الطائف، باكورة إصدارات المركز وهو كتاب تحت عنوان "الطائف في كتابات الرحالة الغربيين في المدة 1229 - 1343ه/ 1814 - 1924م: دراسة تاريخية حضارية نقدية مقارنة"، وهو في الأصل رسالة علمية نالت بها مؤلفة الكتاب الدكتورة سمر بنت حمدان العبادي درجة الماجستير من قسم التاريخ بكلية الشريعة في جامعة أم القرى. وتناول الكتاب أبرز الرحالة الذين زاروا الطائف في مدة دراسة الكتاب، ومنهم جيوفاني فيناتي، وجون لويس بوركهارت، وموريس تاميزييه، وليون روش، وشارل ديدييه، وغيرهم، ويوضح معالم الطائف الجغرافية كما وصفها هؤلاء الرحالة وأبرز علمائها وفقهائها، وما فيها من مراكز علمية، كما يشير إلى أحوالها الاجتماعية وعاداتها وتقاليدها وأطعمة أهلها وأشربتهم كما سجلها هؤلاء الرحالة، ويذكر ما تعرضت له من كوارث وأوبئة. كما تطرق الكتاب إلى الجوانب الاقتصادية في الطائف كالزراعة ووسائل الري، وما اشتغل به أهلها من حرف وصناعات، ويشير إلى أجوائها المعتدلة وزيارة كثير من السياح لها، كذلك تحدث عن قدوم عدد من الحجاج من طريقها، والجوانب العمرانية فيها بشقيها المدني والعسكري. ونشر مركز تاريخ الطائف الكتاب، انطلاقًا من أهميته وإلقائه الضوء على مدينة الطائف في مراحل تاريخية مختلفة، ومن خلال ما كتبه الرحالة في مؤلفاتهم، وما تطرقوا إليه من موضوعات ترصد الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعمرانية للطائف. وتقول مؤلفة الكتاب: «مع تعدد أهداف أولئك الرحالة وغاياتهم وتباينها، فإن كتبهم تعد من المصادر المهمة لدراسة تاريخ المشرق العربي في العصر الحديث عمومًا وتاريخ الطائف خصوصًا، حيث تتميز كتاباتهم بالرؤية الثاقبة لأحوال المجتمع؛ وذلك بحكم ما كان يمثله هذا المجتمع من عالم غريب عليهم يلفت نظرهم فيه أشياء كثيرة قد تبدو لأبناء هذا المجتمع أشياء طبيعية، ومن ثم فإن الانطباعات الأولى التي سجلها الرحالة الغربيون عن الطائف تعطي ملامح مهمة عن أشكال المدينة وأوضاعها، فقد ورد فيها تفصيلات وصفية عن التطور الحضري وعلاقته بالأوضاع التاريخية للمدينة، ومع المعلومات القيمة التي قدمها هؤلاء الرحالة فإنها لا تخلو من بعض الأخطاء، وذلك لجهلهم باللغة العربية وعدم تمكنهم منها، واعتمادهم في استقاء معلوماتهم على مرافقيهم من العوام الذين قد لا ينتمون إلى المنطقة، ويسعى هذا الكتاب إلى إظهار التاريخ السياسي والحضاري لمدينة الطائف كما سجلها الرحالة الغربيون، إضافةً إلى تصحيح المعلومات الخاطئة التي وقع فيها بعضهم».