إعداد: منى المطيري تصوير: ريما التمامي تمثل المخطوطات العربية والإسلامية كنزاً تراثياً وإنسانياً لا يمكن الاستغناء عنه، وهي ذخيرة مهمة لا تسكن مكاناً محدداً، فمعظمها تتخذ من مكتبات العالم الكبرى ومكتبات الباحثين والمختصين مسكناً لها، وما إن تطالعها حتى تكتشف مدى ثراء الإرث الذي تركه العرب للعالم، وتبين مدى إسهامهم في إغناء المكتبة العالمية على الأصعدة كافة. وأولت المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا في حفظ الوثائق والمخطوطات حيث نشأت مراكز لحفظ وصون وأرشفة التاريخ المخطوط كالمركز الوطني للوثائق والمحفوظات ومكتبة الملك فهد الوطنية ، ومكتبة الملك عبدالعزيز ، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وغيرها. كما تأتي المملكة خامسًا في تصنيف الدول المالكة للمخطوطات في العالم الإسلامي ولها جهود في عمليات رقمنة المخطوطات وحفظها إلكترونيًا وإتاحتها للباحثين من كل دول العالم، وأنشأت عددًا من معامل الترميم المختصة بترميم الورق وغيرها. ويقوم معرض "أسفار" في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بدور التعريف بالمخطوطات والمطبوعات وتسليط الضوء على أقدمها وأندرها، وإبراز قيمتها من خلال تظليل خزائن العرض، واستخدمت الشمسات في تزيين خزائن المعرض كوحدات زخرفية , كما يعرض نوادر المخطوطات والكتب التي يقتنيها المركز ليقدم تجربة ثقافية فريدة لزواره. ويتضمن المعرض 6 أقسام تشمل 36 مخطوطاً ومطبوعًا تم اختيارها من بين 178.500 مخطوط أصلي ومصور محفوظة في المركز , وتتمثل هذه الأقسام على شكل أسفارٍ لديها طابع مختلف واسم خاص وهي ( رحلة العلم، خطهُ بيراعه، النساء ووقف العلم، هامات ألفية، مخطوطات فريدة، عالم جوتنبرج ). وقال مدير الاتصال المؤسسي في مركز الملك فيصل بندر الجهني في تصريح لوكالة الأنباء السعودية " إن التراث المخطوط له أهمية خاصة نظرًا لما يملكه من أسرار حضارات غيّرت مسار الإنسانية وتعد مصدر إلهام للكثير من الكتاب والعلماء والمؤرخين حول العالم ، وتُمثّل قيمة المخطوطات اليوم في مركز الملك فيصل قيمة عالية تتضح من عدة جهات حيث يبلغ عددها ( 28.000) مخطوط، قدم تواريخها وتسلسلها من بداية القرن الثاني الهجري قبل ( 1200 سنة ) وحتى القرن الرابع عشر" . وأضاف أن المركز يعيد ترميم المخطوطة من خلال خطوات تتمثل أولًا بتسليم المخطوط على هيئته ثم توثيقه ببياناته وتواريخه ثم تعقيمه بواسطة التبريد الجاف يليه ترميمه بالتجليد وتثبيت خياطته وغلافه يلي ذلك أرشفته إلكترونيًا وتصويره، وتنتهي الخطوة الأخيرة بتخزينه في غرفة التخزين مزودة بوسائل الحفظ والسلامة، مشيراً إلى أن المعرض يُتيح للباحثين قاعدة بيانات متخصصة تجمع كل ما يحتاجونه بواسطة صور رقمية ذات جودة عالية والتواصل المباشر لتقديم الفائدة بشكل أكبر.