اختتمت أمس أعمال المؤتمر الثاني لمنهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودور المملكة في تعزيزه، الذي استمر ثلاثة أيام، وافتتح بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، و سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ورأس الجلسة الختامية الثامنة معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند. وألقى معاليه كلمة بهذه المناسبة حذَّر فيها من خطورة الافتراق، مبيناً أن الله سبحانه لا يقبل إلا من كان على الصراط المستقيم، مشيراً إلى أن من يتمسك بمنهج السلف الصالح فله العزة والتوفيق ولا أدلَّ على ذلك من التوفيق والسداد لهذه الدولة التي قامت على دعوة السلف الصالح والحثِّ على التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له، كما حذر من المناهج المخالفة للسلف الصالح، مؤكدا أن من أبرز معالم منهج السلف الصالح الأمر بالمعروف (بمعروف) والنهي عن المنكر (بدون منكر) وهذا ما تظاهر عليه أهل العلم. وأشار معاليه إلى أن المؤتمر نوعي وتظاهرة ثقافية ، مثمنا جهود المشاركين في المؤتمر واللجان العاملة الذين أسهموا في نجاحه، ثم تلا أمين اللجنة العلمية للمؤتمر أسامة العمري توصيات المؤتمر ، وكان من أبرز التوصيات إبراز عناية ولاة الأمر في المملكة بمنهج السلف الصالح عموماً وبشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصاً، وإظهار جهود أئمة الدعوة في تقرير منهج السلف الصالح وأثر ذلك في الاعتدال والوسطية، والعمل على تحرير المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصحيح معانيها ك (النهي عن المنكر، وتغييره، وإزالته). وجاء في توصيات المؤتمر براءة منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مسائل الولاية الشرعية مما وقع فيه انحرافات معاصرة (إفراطاً وتفريطاً) كانحرافات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وما نتج عنها كالسرورية وتنظيم القاعدة وجماعة التبليغ وجميع انحرافات من وافقهم ممن خالف الاعتدال في فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدفاع عن المملكة ورد العدوان عنها من مختلف الوسائل وحث رجال الهيئة وكل قادر على القيام بهذا الواجب. وتناول المؤتمر في جلسته الخامسة أمس برئاسة عضو هيئة كبار العلماء معالي الشيخ الدكتور جبريل بن حمد البصيلي، دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق الأمن الاجتماعي، ومنهج السلف الصالح في الترجيح بين المصالح والمفاسد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتطبيق العملي لمنهج السلف الصالح، واعتبار المآلات عند السلف الصالح، ومراعاة الخلاف في الأمر والنهي. وانعقدت الجلسة السادسة برئاسة المدرس بالمسجد النبوي وموجه الدعاة بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور صالح بن سعد السحيمي، التي تناول الباحثون فيها جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله - في تقرير منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دراسة عقدية، وإسهامات الرئاسة العامة في الأمن الفكري فرع الرئاسة بالمنطقة الشرقية أنموذجاً، وتوقير ولاة الأمر في السنة النبوية. و رأس معالي رئيس ديوان المظالم الشيخ الدكتور خالد بن محمد اليوسف الجلسة السابعة التي تناولت السلفية مفهومها وخصائصها، والتزام المملكة بمنهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والروايات التفسيرية لكلمة (المعروف) الواردة في حديث علي رضي الله عنه "الطاعة في المعروف"، وأثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق منهج السلف الصالح في الأمن الفكري المعاصر. يذكر أن المؤتمر الثاني استمر ثلاثة أيام وناقش فيها اثنين وأربعين بحثاً علمياً وسبع ورقات عمل، قدمها عدد من الباحثين الدارسين وقد عرضت هذه المشاركات والدراسات في سبع جلسات علمية.