اختتمت مساء أمس الأربعاء أعمال المؤتمر الثاني لمنهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودور المملكة العربية السعودية في تعزيزه. والذي استمر ثلاثة أيام وافتتح بحضور وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، وحضور سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، وترأس الجلسة الختامية الثامنة معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبد الله السند. وبهذه المناسبة ألقى معاليه كلمة رفع فيها الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على موافقته الكريمة على تنظيم المؤتمر، ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- على تشجيعه وتبنيه فكرة المؤتمر، مثمناً الحضور الكريم لسماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ. كما حذَّر معاليه من خطورة الافتراق، مبيناً أن الله سبحانه لا يقبل إلا من كان على الصراط المستقيم، مشيراً إلى أن من يتمسك بمنهج السلف الصالح فله العزة والتوفيق ولا أدلَّ على ذلك من التوفيق والسداد لهذه الدولة السعودية المباركة التي قامت على دعوة السلف الصالح والحثِّ على التوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له. وحذر معاليه من المناهج المخالفة للسلف الصالح، مؤكدا أن من أبرز معالم منهج السلف الصالح الأمر بالمعروف (بمعروف) والنهي عن المنكر (بدون منكر) وهذا ما تظاهر عليه أهل العلم. وأشار معاليه إلى أن المؤتمر نوعي وتظاهرة ثقافية نستشعر فيها فضل الله علينا ومنته أن هدانا لهذا العمل وأن نرى بركة هذا العمل في أمورنا كلها. كما ثمن معاليه جهود المشاركين في المؤتمر واللجان العاملة الذين ساهموا -بعد توفيق الله- في نجاحه ليخرج بهذه الصورة المشرفة المميزة. بعد ذلك تلا توصيات المؤتمر فضيلة أمين اللجنة العلمية للمؤتمر الشيخ أسامة بن سعود العمري، وكان من أبرز التوصيات أن رفع المشاركون شكرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، على دعمهما للرئاسة ولهذا المؤتمر. كما نصت التوصيات على إبراز عناية ولاة الأمر في المملكة بمنهج السلف الصالح عموماً وبشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خصوصاً، وإظهار جهود أئمة الدعوة في تقرير منهج السلف الصالح وأثر ذلك في الاعتدال والوسطية، والعمل على تحرير المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتصحيح معانيها ك (النهي عن المنكر، وتغييره، وإزالته). وجاء في توصيات المؤتمر براءة منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مسائل الولاية الشرعية مما وقع فيه انحرافات معاصرة (إفراطاً وتفريطاً) كانحرافات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وما نتج عنها كالسرورية وتنظيم القاعدة وكانحرافات جماعة التبليغ وجميع انحرافات من وافقهم ممن خالف الاعتدال في فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما أكد المشاركون على الدفاع عن المملكة العربية السعودية ورد العدوان عنها من مختلف الوسائل وحث رجال الهيئة وكل قادر على القيام بهذا الواجب. من جانبه أكد الشيخ أحمد بن محمد بلعوص، أمين اللجنة العليا للمؤتمر، أن نجاح هذا المؤتمر ما كان ليتحقق لولا توفيق الله ثم عناية واهتمام ودعم مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين حفظهما الله، ومعالي الرئيس العام. وكان المؤتمر قد شهد في جلسته الخامسة صباح أمس التي ترأسها عضو هيئة كبار العلماء معالي الشيخ الأستاذ الدكتور جبريل بن حمد البصيلي، وتناول الباحثون فيها دور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق الأمن الاجتماعي، ومنهج السلف الصالح في الترجيح بين المصالح والمفاسد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتطبيق العملي لمنهج السلف الصالح في نصح الولاة والإنكار عليهم ..الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ نموذجاً، واعتبار المآلات في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند السلف الصالح، ومراعات الخلاف في الأمر والنهي.فيما انعقدت الجلسة السادسة برئاسة فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي المدرس بالمسجد النبوي وموجه الدعاة بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة والتي تناول الباحثون فيها جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في تقرير منهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دراسة عقدية، و إسهامات الرئاسة العامة في الأمن الفكري فرع الرئاسة بالمنطقة الشرقية أنموذجاً ، وتوقير ولاة الأمر في السنة النبوية. كما وترأس معالي رئيس ديوان المظالم الشيخ الدكتور خالد بن محمد اليوسف الجلسة السابعة والتي تناولت السلفية مفهومها وخصائصها، والتزام المملكة العربية السعودية بمنهج السلف الصالح في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والروايات التفسيرية لكلمة (المعروف)الواردة في حديث على رضي الله عنه "الطاعة في المعروف"، و أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق منهج السلف الصالح في الأمن الفكري المعاصر. الجدير بالذكر أن المؤتمر الثاني استمر ثلاثة أيام وناقش فيها اثنين وأربعين بحثاً علمياً وسبع ورقات عمل، قدمها عدد من الباحثين الدارسين وقد عرضت هذه المشاركات والدراسات في سبع جلسات علمية.