دشن معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بمقر المركز اليوم حملة "تعرّف وساهم" لجمع التبرعات للمحتاجين حول العالم، ووقع اتفاقية تعاون مشترك مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا". حضر التدشين معالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، ومعالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، و -عبر الاتصال المرئي- معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، ومعالي المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري. وأوضح الدكتور الربيعة خلال الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة أن انتظام العمل الإنساني في المملكة الساعي إلى رفع الضرر عن المنكوبين وتخفيف معاناة المكلومين ينطلق من الدوافع الإنسانية المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي دأبت عليها المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وتعهدها أبناؤه البررة الملوك من بعده، مقتفين نهجه خلال مسيرة حياتهم، مشيرا إلى أن المملكة سطّرت أسمى مواقف البذل والعطاء عبر تاريخها العريق، وها هي اليوم تكمل تلك المسيرة الغراء في هذا العهد الزاهر الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ، حيث تم تأسيس المفهوم الجديد للعمل الإنساني من خلال تدشين المبادرة الحكيمة المتمثلة في تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة ليكون الذراع الرسمية الوحيدة التي تتولى إيصال المساعدات الإغاثية لمستحقيها في الخارج، مرسخا بذلك مبادئ الإغاثة الحيادية النزيهة لتنطلق في جميع أنحاء العالم دون الوقوف عند حدود المكان أو اللغة أو اللون أو الدين. وأشار معاليه إلى أن الدولة -أيدها الله- حرصت على أن يكون المركز الجهة الوحيدة التي تستلم التبرعات الإغاثية والخيرية والإنسانية الموجهة للخارج، سواء كان مصدرها حكوميًّا أو أهليًّا من المتبرعين من أهل الجود والخير، ومن ثَمّ تسليمها وتنفيذها من خلال شركاء موثوقين، وبآلية رقابة ومتابعة دقيقة، وبتطبيق أعلى معايير الحوكمة والشفافية المتبعة لضمان الوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا وفق المبادئ الشرعية والإنسانية. وأضاف: "إن المركز حرص أيضا على رفع قدرات منسوبيه بأعلى معايير الكفاءة المهنية، كما حرص على استقطاب المتطوعين من الكوادر السعودية المؤهلة والمدربة لتحقيق رؤية المملكة (2030) وليقدموا صورة مشرقة عن هذا الوطن المعطاء موطن الإسلام، وبلد السلام". وقال: " إيمانًا من المركز بالدور الحيوي للمشاركة المجتمعية في العمل الإنساني؛ لكونها ركيزة مهمة يعتمد المركز عليها لتمكين المتبرعين للخارج من توجيه عطائهم وصدقاتهم وزكواتهم من خلال آلية آمنة موثوقة بالتكامل مع منصة (إحسان) والشراكة المهمة مع هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي، التي نسعد اليوم بتوقيع اتفاقية إستراتيجية معها، ومن ثم فإن تدشين حملة "تعرف وساهم" يأتي ترجمة لهذا النهج القويم والشفاف الذي دأب عليه المركز منذ إنشائه، الذي استطاع من خلاله تنفيذ 1556 مشروعاً إغاثياً بمبالغ تجاوزت خمسة مليارات دولار أمريكي استفاد منها أكثر من 513 مليون شخص حول العالم، نفذها المركز بشكل مباشر أو من خلال شركائه بالدول المستفيدة وفقا لضوابط رقابية وتقييمية محكمة، ومتابعة مستمرة من قبل المركز". وعد الربيعة المركز الجسر الآمن والوحيد الذي ينطلق منه أهل البر والإحسان للتنافس في ميادين الخير الموجهة للخارج، موضحا أن المركز لديه حزمة من إجراءات الحوكمة والشفافية التي تضمن للتبرعات الوصول إلى مستحقيها بشكل موثوق وعاجل ودقيق، وأن للمتبرع الحق في تحديد المشروع الذي يرغب في تنفيذه، والشريك المناسب الذي يطمئن إليه، كما أن مبلغ التبرع سيخصص كاملاً للمشروع المحدد دون استقطاع أي رسوم إدارية منه. عقب ذلك شاهد الحضور عرضًا مرئيًا تضمن تعريفا بحملة ( تعرف وساهم ) وأهدافها. من جانبه أوضح الدكتور المطلق أن المملكة منذ تأسيسها تتفانى في نفع الناس وتبذل الكثير لإغاثة الناس ماليا وعلميا وغير ذلك من أبواب الإغاثة، مشيرا إلى أن الصدقات تدفع مصارع السوء ويحفظ الله بها الشعوب وجاءت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة الدالة على ذلك. وأشار إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة فتح مجالا آمنا وموثوقا لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها، حاثا على التنافس في الإسهام في منصة إحسان، سائلا الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله – والقائمين على المركز على دورهم في فعل الخير وإيجاد القنوات الهادفة والمجالات المباركة. من جهته أشار الشيخ السديس إلى أن النصوص القرآنية تحث على البذل والإنفاق والمسارعة في الخيرات، مفيدا أن المملكة منذ تأسيسها وإلى اليوم وانطلاقا من رسالتها الإنسانية والعالمية تولي الجوانب الخيرية كل اهتمامها، فإذا حصلت الكوارث والأزمات والمحن سارعت المملكة وقيادتها وشعبها وجهاتها المختلفة لبذل الخير. وأشاد السديس بمركز الملك سلمان للإغاثة منارة الإشعاع الإنساني الذي هو جهة مأمونة تعمل بكل احترافية وشفافية ومهنية وهو الطريق لوضع الزكاة والصدقات والهبات للمحتاجين، مبينا أن منصة إحسان تبذل أيضا جهدا كبيرا في هذا المجال، داعيا أهل الخير للإسهام في الحملة وبالتفاعل معها وبالإنفاق لإيصال الخير للمحتاجين خاصة مع قرب حلول شهر رمضان الكريم. فيما أكد الشيخ الدكتور الشثري أن العديد من المؤسسات الإسلامية والمراكز الإنسانية في كثير من دول العالم يتواصلون معه مشيدين بإسهام مركز الملك سلمان للإغاثة معهم لدعم العديد من المشاريع الإغاثية في العالم بمختلف المجالات، موضحا أن مركز الملك سلمان للإغاثة يعدّ من المراكز الموثوقة ومساعداته شملت كثيرا من البلدان الإسلامية، سائلا الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - خير الجزاء لما يقدمانه من دعم لا محدود لهذا المركز. بدوره قال الدكتور الغامدي في كلمته بهذه المناسبة: "نتطلع إلى رفع كفاءة التبرعات وتنميتها على الصعيدين المحلي والخارجي، وتسخير طاقة البيانات والذكاء الاصطناعي بما يرفع درجة الشفافية والموثوقية والسهولة والأمان تحقيقًا لتطلعات القيادة الحكيمة رعاها الله . وأشار معاليه إلى أن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بتوجيهات من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الإدارة تعمل دائمًا على استثمار التقنية استثمارًا بالغًا لما فيه خير البشرية، وذلك من خلال بناء بنك البيانات الوطني، وبناء المنصات الوطنية، ومنصات الاستشراف المعتمدة على تقنية الذكاء الاصطناعي لمعرفة الحالات والتنبؤ بالمناطق الأشد احتياجًا، وأمن المعلومات. ولفت النظر إلى أن منصة إحسان الوطنية للعمل الخيري أتت لتسهم في حفظ جهود المتبرعين وأصحاب الخير؛ لتعزيز قيم العمل الإنساني لأفراد المجتمع عبر تكاملها مع الجهات ذات العلاقة، تعظيمًا لأثر العمل الخيري، وتمكينًا للجهات في القطاع غير الربحي كافة، بما يعزز من دور مسؤوليتها الاجتماعية، ويسهم في تنظيم ونشر ثقافة العمل التنموي والخيري، حيث حققت المنصة منذ إطلاقها قبل أسبوعين عددا من الإنجازات، إذ تم جمع ما قيمته 14 مليون ريال وخدمت أكثر من 160 ألف مستفيد من خلال أكثر 100 فرصة تبرع تخدم 77 جهة، وأن هناك 500 جهة تقدمت للانضمام للمنصة وهي في طور الحوكمة. إثر ذلك وقع معالي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعة ورئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي الدكتور عبدالله الغامدي اتفاقية تعاون مشترك تتضمن تعزيز التعاون في عدد من المجالات أهمها استقبال التبرعات من خلال "منصة إحسان" لتمويل مشاريع المركز، والربط والتكامل الإلكتروني بين المنصة وبوابة المركز للتبرع. بعد ذلك كرّم الدكتور الربيعة البنك السعودي الفرنسي الراعي الرسمي للمبادرة. يذكر أن حملة "تعرف وساهم" تستمر 55 يومًا، بهدف دعم برامج السلال الغذائية، ورعاية الطلاب والمدرسين و تجهيز المدارس، ورعاية الأمومة والطفولة، ومكافحة العمى، و إجراء الجراحات العامة و المختصة، و تجهيز مراكز غسيل الكلى، ومكافحة جائحة كورونا ، وكفالة الأيتام، وتنفيذ برامج التدريب وبناء القدرات، ودعم المزارعين والصيادين، وتجهيز المخيمات وحفر الآبار، وتوفير كسوة الشتاء وكسوة العيد، وتوزيع السلال الغذائية الرمضانية. وتعد الحملة واحدة من أهم المبادرات الإنسانية التي ستقدم المعونة والمساعدة للملايين من المحتاجين في مختلف دول العالم، كما أنها تهدف لإبراز دور المملكة الإنساني ودعم وجود ومشاركة مركز الملك سلمان للإغاثة في جميع المجالات الخيرية والإنسانية عالميا.