شارك معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف, في منتدى الأعمال الخليجي الكوري الذي نظمه اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع رابطة التجارة الكورية ,أمس في مقر الأمانة بالرياض, بحضور معالي وزير التجارة في الجمهورية الكورية السيدة يونغ هي , والنائب الأول لاتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي عجلان العجلان . وأوضح معاليه أنه على مدى العقدين الماضيين نمت أرقام التجارة بين دول مجلس التعاون وكوريا الجنوبية لتبلغ حوالي 762 مليار دولار أمريكي حسب إحصائيات 2019م، حيث يشكل النفط والغاز أهم الواردات الكورية من دول المجلس فيما تشكل على الاستهلاكية مثل السيارات والأجهزة الإلكترونية والآليات ومعدات البناء أهم واردات من دول المجلس من كوريا الجنوبية، تمثل وإرداتها من دول المجلس أكثر من 80% من التجارة البينية، وفي عام 2019م بلغت وإرداتها 57,8 مليار دولار أمريكي وهو ما يمثل 11,5% من إجمالي واردات كوريا الجنوبية، وبالمقارنة كانت حصة واردات كوريا الجنوبية من دول مجلس التعاون أكثر 18% وقد بلغت صادراته من دول المجلس 9,4 مليارات دولار في عام 2019م. وقال معاليه :" من المؤكد أن جائحة كورونا قد هزت العالم صحياً واقتصادياً وفرضت واقعا جديدا، فنحن اليوم نعقد هذا المنتدى عبر تقنية الاتصال المرئي، ورغم مخاطر وتحديات الجائحة إلا أنها فتحت آفاق واسعة لتعاون بين دول المجلس وكوريا الجنوبية في مجال الرعاية الصحية والمستلزمات الطبية وتبادل الخبرات المتعلقة بالإجراءات الاحترازية، ويحدونا الأمل بأن وتيرة النمو الاقتصادي ستتصاعد في دول مجلس التعاون وكوريا الجنوبية العالم مع زوال هذه الجائحة وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبلها". وأضاف " لا يخفى على أحد أن دول مجلس التعاون تواجه اليوم تحديا يتمثل في السعي لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على المداخيل النفطية وتعزيز الإرادات غير النفطية أخذ بعين الاعتبار عدم استقرار أسعار النفط وهذا يتطلب التركيز على الطاقة المتجددة والنظيفة بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والتركيز كذلك السياحة والصناعة والاقتصاد المعرفي والتجارة الإلكترونية وتطور البنية التحتية الرقمية للاتصالات وتقنية المعلومات لتنويع مصادر والدخل وكل هذه المجالات الهامة تفتح آفاقا واسعة لتعاون بين دول المجلس وكوريا الجنوبية". وأشار الدكتور الحجرف إلى وجود مجالا حيويا آخراً للتعاون بين دول المجلس وكوريا الجنوبية يتمثل في التنقل الذكي، فالمدن في دول مجلس التعاون تنمو بشكل مطّرد من حيث عدد السكان والتطور العمراني السريع، وهذا يتطلب منا سعيا لتحويل وسائل النقل التقليدية في مدن دول المجلس لتصبح ذاتية القيادة لخفض تكاليف النقل وانبعاث الكربون وخفض معدل الحوادث والإصابات والوفيات ورفع إنتاجية العاملين لتوفير ملايين الساعات المهدرة في وسائل النقل التقليدية. من جهته أكد النائب الأول للاتحاد عجلان العجلان في كلمته أن الطاقة هي المحور الرئيس للعلاقات الثنائية بين دول المجلس وكوريا الجنوبية منذ السبعينات من القرن الماضي ، وتمثل صادرات دول المجلس 73% من احتياجات كوريا الجنوبية من الواردات النفطية و45% من واردات الغاز الطبيعي المسال. وأشار إلى أن مجالات الأشغال الهندسية، والمشتريات، والإنشاءات شكلت حلقة وصل بارزة أخرى بين الجانبين ، فأكثر من 80% من طلبات الأشغال الهندسية والمشتريات والإنشاءات الخارجية التي حصلت عليها الشركات الكورية الجنوبية في السبعينات من القرن الماضي كانت من منطقة الخليج العربي . من جانبه بيّن الأمين العام للاتحاد الدكتور سعود المشاري أن المنتدى ينظر في مجالات جديدة للتعاون بين الجانبين، وخاصة على مستوى القطاع الخاص، لا سيما في مجالات التقنيات الحديثة والطاقة المتجددة والصحة، وهي من المجالات التي نراها خصبة للقطاع الخاص للدخول فيها والعمل على توطينها من خلال شراكات مع الجانب الكوري في الأسواق الخليجية. الجدير بالذكر أن المنتدى حظي بمشاركة عدد من المسؤولين ورجال الأعمال الكوريين والخليجيين .