أكد الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحيم حسن نقي على أهمية تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية والتبادل التجاري القائم بين دول مجلس التعاون وكوريا الجنوبية والتي تجاوزت قيمتها في العام الماضي 112 مليار دولار، مشيراً إلى أن العلاقات بين الجانبين تتسم بطموحات كبيرة نظراً لما يمتلكه الجانبان من امكانيات مادية وبشرية كبرى وعلاقات تاريخية اتسمت على الدوام بالمتانة والقوة. وأوضح نقي في كلمته الافتتاحية لمنتدى الاستثمار الخليجي الأول الذي ينظمه اتحاد الغرف الخليجية بالتعاون مع رابطة الأعمال الدولية الكورية "كيتا" في سيئول أن المنتدى جاء للتأكيد على ما تمتع به دول مجلس التعاون وكوريا الجنوبية من امكانيات وشراكة حقيقية برهنت عليها الأرقام المتصاعدة لحجم التبادل التجاري والاستثماري بين الجانبين في الفترة الماضية، وقال إن دول مجلس التعاون واصلت تفوقها في مجال توفير الطاقة العالمية وصناعة البتروكيماويات والمعادن والبلاستيك وتستمر في طرح المشاريع العملاقة ومشروعات البنى التحتية. وأشار الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي الى حجم القطاعات بدول مجلس في مجالات صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات بقيمة 255 مليار دولار ومشاريع في الصناعات التحويلية بقيمة 620 مليار دولار ومشاريع للكهرباء والماء بقيمة 360 مليار دولار وقطاع العقار بقيمة 915 مليار دولار والسياحة والتأمين بقيمة 385 مليار دولار. ورأى أن حجم القطاعات الاقتصادية الخليجية يتيح بلا شك فرصاً واعدة للشركات الكورية في المشاركة الفاعلة في المشروعات التي تحتاج الى قدرات وخبرات وتجارب متميزة من الجانب الكوري. وقال إن هناك مجالًا آخر للتعاون وهو تعزيز التعاون المشترك لتعزيز دور رواد الأعمال والاستفادة من التجارب الكورية لتنمية قدرات شباب الأعمال الخليجي وإقامة مشاريع مشتركة والعمل على نقل التقنية وتوطينها في دول المجلس، مبيناً أهمية العمل على اختيار الشريك الناجح في القطاع الخاص. ونبه إلى أهمية العمل من أجل تسريع العمل في مجال المفاوضات للتوصل على اتفاقية التجارة الحرة بين دول المجلس وكوريا. وتطرق نقي إلى الموضوعات التي سيتناولها المنتدى على مدى يومين ومن بينها بحث سبل زيادة حجم التجارة والاستثمار القائم وبحث التعاون في مجال تعزيز دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة والاستفادة من التجربة الكورية المتميزة في هذا المجال، مبيناً أهمية التركيز على قطاعات التعليم والصحة وتقنية المعلومات والاستفادة من التقنيات والتجارب الكورية في مجالات المشروعات الصناعية وتوسيع دور الشركات الكورية في مشروعات البنية التحتية. فيما أوضح رئيس هيئة التجارة الدولية الكورية "كيتا" أهين هيون هو على أهمية انعقاد المنتدى الاقتصادي الخليجي الأول في سيئول بوصفه إحدى وسائل تعزيز العلاقات القائمة ودفعها لمستويات متقدمة في الفترة القادمة. ونوه بالخطط الطموحة التي تبنتها دول المجلس في مختلف المجالات الصناعية خاصة مشاريع الطاقة والتشييد والبناء والأنظمة المالية، مشيراً إلى أن كوريا تعد من بين المستوردين الكبار للصادرات الخليجية خاصة النفطية إضافة الى الموارد الطبيعية منها وهو ما يوفر علاقة تكاملية بين الجانبين. وعبر عن أمله في أن يكون المنتدى الذي يشارك به أكثر من 200 شخصية مابين حكومية وقطاع خاص وممثلين لشركات كورية وخليجية من بين الوسائل الناجحة في تنمية العلاقات القائمة. كما تحدث خلال الجلسة الافتتاحية مدير ادارة التعاون في وزارة التجارة والطاقة الكورية توه كيانج هيوان الذي شدد على أن العلاقات التجارية والاقتصادية وإسناد المشاريع الكبرى في دول الخليج في فترة السبعينيات من القرن الماضي للشركات الكورية قد أسهم بشكل مباشر في تنمية الاقتصاد الكوري ومكنه من النمو ليصبح حالياً من بين أهم الاقتصادات العالمية.