وقع مجمع الفقه الإسلامي الدولي - عبر تقنية الاتصال المرئي عن بُعد أمس - ، مذكرة تفاهم مع الممثلية الإقليمية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي . ومثَّل مجمع الفقه الإسلامي الدولي في التوقيع معالي الأمين العام للمجمع الدكتور قطب مصطفى سانو ، فيما مثَّل الممثلية الإقليمية ممثل المفوضية السامية لدى دول مجلس التعاون الخليجي مستشار المفوض السامي للتمويل الإسلامي خالد خليفة . وأوضح مسؤول العلاقات العامة بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين الدكتور مأمون محسن ، أن هذه المذكرة تمثل ثمرة التعاون الإنساني بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي بصفته المرجعية الفقهية الأولى للدول الإسلامية والمجتمعات المسلمة ، وبوصفه الذراع الشرعية لمنظمة التعاون الإسلامي من جهة والمرجعية الشرعية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من جهة أخرى . وأشار إلى أن هذا التعاون يهدف إلى تقديم المساعدة الإنسانية وبناء مستقبل أفضل للملايين الذين أجبروا على الفرار قسرا من منازلهم ، وللنازحين وعديمي الجنسية في جميع أنحاء العالم ، مؤكدا أن المفوضية تعمل جاهدة من أجل توثيق الصلة بينها والمجمع أملا في الاستفادة بما يصدر عن المجمع من قرارات وتوصيات في القضايا ذات الصلة باللاجئين والنازحين . من جانبه أبان ممثل المفوضية السامية أن هذه المناسبة تمثل لحظة محورية في تاريخ الشراكة بين المجمع والمفوضية ، وأنها ستكون -بمشيئة الله تعالى- نقطة انطلاق لتعاون أوسع لخدمة قضايا اللاجئين والنازحين في كل مكان . بدوره نوه معالي البروفيسور قطب مصطفى سانو، بأهمية تقديم الدعم الفكري والشرعي المطلوبين للمفوضية السامية للاجئين تقديراً لما تقوم من أعمال نبيلة ، وما تنهض به من جهود مقدرة في إنقاذ الملايين من النازحين واللاجئين من الظروف المعيشية والحياتية القاسية ، معرباً عن استعداد المجمع التام لتوطيد وتوثيق علاقات التعاون بين المجمع والمفوضية السامية سعياً إلى نقل هذه العلاقة إلى واقع ملموس يمكن مقايسته وتقويمه في نهاية كل عام . وأكد معالي الأمين العام للمجمع على سعي المجمع من خلال مؤتمراته وندواته إلى دعوة الدول والشعوب إلى العمل معا من أجل توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة للإنسان ، وذلك بوصفه مخلوقا كرمه الله يستحق أن يحيا حياة سعيدة كريمة تليق به ، مشدداً على كون قضية اللاجئين والنازحين قضية إنسانية بالدرجة الأولى ، مما يقتضي دعوة المحسنين في جميع أنحاء العالم إلى دفع جزء من زكوات أموالهم وتبرعاتهم من أجل تمويل أنشطة وبرامج المفوصية الهادفة إلى إنقاذ الملايين الذين يعيشون في ظروف معيشية غاية في القسوة ولا يجدون أبسط حقوق الإنسان . وتمنى معاليه في أن يأتي ذلك اليوم الأغر الذي نحتفي فيه بخلو العالم من اللاجئين والنازحين نتيجة الحروب المدمرة ، مجدداً تأكيده لاستعداد المجمع لإصدار الفتاوى والقرارات وإقامة المؤتمرات وتنظيم الندوات من أجل دعم مساعي المفوضية الحميدة . وختم الأمين العام للمجمع حديثه بالشكر لجميع المشاركين ، متمنياً للمفوضية السامية التوفيق والسداد في جميع أنشطتها وبرامجها .