أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد ، أن البنادق لا تزال تتكلم بصوت عالٍ في أجزاء كثيرة من القارة الأفريقية، ويجري تداول الأسلحة بشكل كبير، رغم كل الإرادة والجهود، معربًا عن أسفه كون أفريقيا تؤي أكبر عدد من بؤر العنف. وأوضح فقي في كلمة له خلال مداخلة، أمام القمة الاستثنائية 14 للاتحاد الأفريقي، تحت عنوان "إسكات الأسلحة: ايجاد ظروف مواتية لتنمية أفريقيا"، المنعقدة اليوم بجمهورية جنوب أفريقيا، أنّ الأسلحة في جميع أنحاء العالم، تلاشت أو تضاءلت شدتها لكن في أفريقيا يستمر تداولها بكثرة، وأحيانًا أكثر من المناطق التي تُصنّع فيها، مضيفًا للأسف هي التي تؤي أكبر عدد من بؤر العنف ،لا توجد منطقة في أفريقيا في الواقع تُفلت من ويلاتها. وعد انتشار الأسلحة والغياب شبه التام للسيطرة عليها أدى إلى زيادة جميع أشكال العنف ،لافتًا الانتباه إلى أن ضجيج البنادق عرقل التوازن الاجتماعي المتناغم والسلمي والسعيد الذي ساد المجتمعات الأفريقية، كما تتسبب الأسلحة في أضرار جسدية ومادية ونفسية جسيمة في القارة، وتمنع أي تقدم وأي تحقيق فردي وجماعي. واستعرض موسى فقي محمد ما تعيشه القارة من نزاعات في عدة مناطق منها، لافتًا النظر إلى أنه يجب أن ندرك أن إسكات البنادق ممكن فقط،إذا عالجنا الأسباب الجذرية لاستخدامها دون ضعف. وقال على الصعيد الخارجي: "إن تأكيد أفريقيا على سيادتها في جميع الظروف والمطالبة بالتعاون الدولي على أساس محورية أفريقيا في تسوية أزماتها هي أيضًا من شروط إحلال السلام والاستقرار في أفريقيا"، مضيفًا يمكن استكمال هذه الاستجابات الوطنية والقارية لضوضاء البنادق بشكل فعال من خلال جميع الآليات والأجهزة والأطر التي اكتسبتها أفريقيا ليس فقط لإسكات البنادق، ولكن أيضًا لمنع استخدامها كوسيلة لتسوية الخلافات السياسية. وأبرز موسى الفقي في مداخلته، أن إسكات الأسلحة هو أحد مشاريع الاتحاد الأفريقي، المهمة والضرورية لتحقيق التطلعات الواردة في أجندة 2063 التي جعلناها موضوع عام 2020م لإظهار درجة الأولوية التي نوليها لهذا الموضوع، مشيرًا إلى أنه سيستغرق وقتًا طويلاً حتى يتحقق على الرغم من هذه الإرادة السياسية.