شارك مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات اليوم في فعاليات الاجتماع السنوي لمجموعة أصدقاء تحالف الأممالمتحدة لحوار لحضارات في نيويورك، التي تتألف من ممثلي الدول، ووكالات الأممالمتحدة، والمنظمات والهيئات الدولية الأخرى، ومن بينها (مركز الحوار العالمي)، التي أظهرت اهتماما فعالاً في مناشط ودعم هذا التحالف الأممي، الذي يشكِّل أعضاؤه الشركاء الرئيسيين له في عملية تنفيذ البرامج العالمية وتفعيلها. وقد ألقى معالي الأمين العام للمركز الأستاذ فيصل بن معمر كلمة خلال الاجتماع هنّأ فيها تحالف الأممالمتحدة لتحالف الحضارات بمناسبة مرور خمسة عشر عامًا من العطاء والمبادرات منذ إطلاقه، وتشجيعه المستمر للحوار بين الثقافات والحضارات، معربًا عن فخر مركز الحوار العالمي بالعمل جنبًا إلى جنب مع معالي السيد ميغيل موراتينوس الممثل السامي لمنظمة الأممالمتحدة لتحالف الحضارات، وفريق عمله من أجل تجسيد رؤيتي منظمتيهما المشتركة لتعزيز التعايش والحوار بين الثقافات، في ظل المتغيرات الكبيرة والتحديات الخطيرة التي تحيط بالعالم في الوقت الحاضر. وثمَّن أعماله هو وفريق عمله الرائد في بناء الوعي بالحوار بين أتباع الأديان داخل منظومة الأممالمتحدة من خلال مشاركة معاليه في رئاسة فرقة العمل المشتركة بين الأديان بوصفه رئيسًا مشاركًا سابقًا للمجلس الاستشاري للجنة هيئة الأممالمتحدة حول الدين والتنمية ضمن فرقة الأممالمتحدة المعنية بالدين والتنمية، مؤكدًا اعتزام المركز مواصلة دعمه للعمل الطموح لتحالف الأممالمتحدة للحضارات، وكذلك بناء تحالفات جديدة لتحقيق أهداف مشتركة. وشدّد ابن معمر على دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية ومجتمعاتهم، فهم الحليف القوي والإستراتيجي لقضايا المجتمع الدولي، وفي الوقت نفسه هم المشارك والداعم في تجسيد رؤية تحالف الحضارات وتنفيذ مهامه ومبادراته وتحقيق أهدافه المنشودة، مشيرًا إلى ما جسَّدته مواقفهم في وقتنا الراهن أكثر من أي وقت مضى، في ظل التهديدات التي لم تعد مقتصرة فقط على أنواع العنف التقليدية، وإنما في غيرها المستحدثة، مثل: الفيروسات، والشعبوية، وتغير المناخ، وإنقاذ الأرض من الاحتباس الحراري، وخطاب الكراهية، الأكثر خطورة والأشد وطأة، حيث تزداد حدة هذه التهديدات كونها غير مرئية، وناشطة على مستوى عالمي بشكل متفرق غير ثابت، مؤكدًا على أدوارهم الملموسة في بناء السلام والمحافظة على إنسانية مجتمعاتهم، وجهودهم المتواصلة الملهمة في تحقيق العيش المشترك والاحترام المتبادل، وإيجاد النماذج المعتدلة والمنفتحة، المتفهمة لوجود أديان وثقافات وحضارات مختلفة ومتنوعة، تزيد العالم ثراءً وبهاءً، لافتًا النظر إلى أن الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، واحترام التنوع، أمران مهمان للغاية، وأساسيان لتحقيق الهدف السادس عشر من أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة: "بناء مجتمعات شاملة وسلمية وعادلة". واستعرض الأمين العام لمركز الحوار العالمي الإطار التعاوني بين مركز الحوار العالمي وبين تحالف الأممالمتحدة للحضارات على مدى السنوات السبع الماضية، وشراكتهما في عدد من المبادرات التي تعزز مشاركة الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات من أجل تحقيق الأهداف المنشودة من خطة الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030، مشيرًا إلى تفرُّد المركز عالميًا في تجسير هذه العلاقة عبر مسارات الحوار المتنوعة. وفي ختام كلمته أشاد ابن معمر بجهود تحالف الأممالمتحدة للحضارات فيما يخص الحد من خطاب الكراهية، الذي يمثل اهتمامًا إستراتيجيًا آخر يتشاركه الجميع. مشيرًا إلى دعم مركز الحوار العالمي منذ 2019 لمئات المبادرات والمشاريع الملموسة في كل أنحاء العالم لمواجهة خطاب الكراهية، وأعرب عن اعتزام المركز تنفيذ مبادرات مشتركة مع تحالف الأممالمتحدة للحضارات في هذا الخصوص من خلال تصميم التدريب والتعليم المشتركين لبرامج زملاء كايسيد (مركز الحوار العالمي)، ومن خلال هذا البرنامج يشرف المركز وتحالف الأممالمتحدة للحضارات على تدريب صانعي السلام من الشباب الملتزمين، كما يتطرقان إلى التنوع الثقافي والديني في القارات الثلاث.