تعد الحركة الفنية والحرفية في محافظة الجبيل أحد أهم الخيارات الجاذبة والمحفزة للنشاط السياحي في المملكة، حيث تشهد حراكا لافتا وإرثا تاريخيا ارتبط بروافد وفنون تشكيلية متنوعة مستوحاة من بيئة المنطقة الشرقية المعروفة بجارة سواحل الخليج العربي. ووسط هذا الحِراك برز الفنان التشكيلي محمد البوعينين الذي تحاكي أعماله تاريخ الفنون وجمال بيئة الجبيل من خلال ريشته التي امتزجت بألوان الرسم لتظهر معالم الحارات القديمة في الجبيل، وتتحول أعماله إلى متحفٍ مصغر يبرز من خلالها المواقع الأثرية والتاريخية مثل : برج طوية، وموقع الجمرك القديم، والفرضة والجبل، علاوة على أعمال أخرى عن مغامرات الصيادين، والطراز المعماري الذي اشتهرت به الجبيل . كما برع الحرفي إدريس البوعينين في صناعة السفن بنماذجها الخشبية والمجسمات التراثية، وإعادة تدوير الخشب القديم والرسم عليه مما جعل السياح والزوار يحرصون على اقتناء منتجاته الحرفية واستخدامها ضمن أعمال الديكور في المنازل، وتشكل أعماله الحرفية مصدر إلهام تروي تفاصيلها واقع الإنسان والمكان في الجبيل قديمًا. وفي ذلك السياق تؤكد مديرة فرع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية بالجبيل نادية العتيبي أن نماء الحركة السياحية في المملكة أسهم في النهوض بالدور الكبير للفنانين لإظهار الموروث الشعبي والثقافي والفني لمختلف مناطق المملكة بأساليب إيداعية جميلة، كما شكّل عنصر جذب وازدهار لسوق الحرفيين والنحاتين وصنّاع الثقافة البصرية، فضلاً عن توفير الفرص الوظيفية سياحياً لهم بما يُمهد الطريق للمشاريع والمبادرات التراثية الكبرى ينعكس على وضع المملكة على خريطة الوجهات السياحية المهمة محلياً وعالمياً .