عقدت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- بالتعاون مع أمانة المنتدى العالمي التاسع للمياه، والمكتب المغربي للكهرباء والماء، اليوم اجتماعا افتراضيا حول موضوع "الأمن المائي من أجل السلام والتنمية في العالم الإسلامي"، بمشاركة عدد من الدول الأعضاء في المنظمة، إضافة إلى منظمات وجمعيات دولية، وخبراء ومتخصصين دوليين في مجال المياه بالعالم الإسلامي. ودعا المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الاجتماع إلى أن يكون الاستثمار في أنظمة إدارة المياه والصرف الصحي وخدمات النظافة العامة أولوية رئيسية للدول، مؤكدا أن الأمن المائي يمثل أهمية قصوى، ليس لبقاء البشرية فقط ولكن أيضا لضمان التنمية الاجتماعية والاقتصادية وإنتاج الطاقة والأمن الغذائي. وحذر المالك من أن العالم يواجه وضعا صعبا فيما يتعلق بالموارد المائية، حيث أظهرت الأبحاث والدراسات أن ما يقرب من 300 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون سنويا بسبب أمراض ناتجة عن استخدام مياه الشرب الملوثة وتدني مستوى النظافة، وأن أكثر من ملياري شخص يفتقرون إلى مياه الشرب النقية، ويحتاج أربعة مليارات إنسان إلى خدمات صرف صحي. وأشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن النساء والفتيات هن الأكثر تأثرا بغياب الأمن المائي عن الكثير من المناطق خاصة في الدول الفقيرة، حيث يُعد الافتقار إلى المياه سببا رئيسيا لتسرب الفتيات من التعليم، مضيفا أن نقص جودة الصرف الصحي يتسبب في مشاكل صحية للحوامل ويزيد معدل البطالة بين الشباب الذين قد يسعون لمواجهة هذه الآثار باللجوء إلى التطرف أو المخدرات. وشدد المدير العام للإيسيسكو على أن المنظمة تولي اهتماما كبيرا لقضايا المياه بصفتها جزء مهم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في العالم الإسلامي. وأشارت باقي التداخلات إلى أن جائحة كورونا تدفع إلى العمل بشكل عاجل لتأمين المياه للجميع، خاصة أن كثيرا من بلدان العالم الإسلامي تعيش على وقع الجفاف ونقص الموارد المائية، مع توقعات ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار في المستقبل، مبرزين أن الصراعات بسبب المياه أصبحت حقيقة واقعة، ويجب التوصل إلى توازن بين الموارد المائية وحجم استهلاك المياه. وفي ختام الجلسة الافتتاحية تم التوقيع على اتفاقية بين الإيسيسكو ووزارة المياه والصرف الصحي بالسنغال للتعاون في تنظيم المنتدى العالمي التاسع للمياه (داكار2021).