إنها منطقة عسير التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة، حيث يتربع السحاب على قمم جبالها في معظم أوقات السنة فأصبحت له عاصمة، وزاد التقاؤهما المكان جمالاً فوق جمال نسيم الهواء العليل الذي تتمتع به المنطقة على مدار العام. ومنح الله تعالى هذه المنطقة جمالاً طبيعيًا ارتسم على جبالها الخضراء، وأجوائها المعتدلة التي تعقب لحظات الأمطار التي تنهمر على أعالي جبالها لتروي مدرجاتها الخضراء وبطون أوديتها، ناهيك عما تتمتع به المنطقة من إطلالة على السواحل التهامية ما جعلها وجهة سياحية رئيسة للسياح من مختلف مدن ومناطق المملكة، ومن دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، والأجنبية لاسيما بعد أن أصبح مطار أبها الدولي يستقبل الرحلات الدولية التي تقل السياح إلى عسير، وشهد مطلع العام الميلادي الجاري أعمال ورشة عمل لتصميم مطار أبها الجديد تحت شعار" لتكون عسير وجهة عالمية". وتتميز المنطقة بالعديد من المتنزهات الجاذبة للسياح على مدار العام مثل : السودة، الفرعاء، دلغان، الحبلة، الجُرة، السحاب، تمنية، وأبو خيال، وغيرها من مواقع الجمال الطبيعي المتناثرة على امتداد ربوع عسير الخضراء المعروفة بتراثها المميز وطرازها المعماري الفريد وبساتينها ومروجها الخضراء وأوديتها الخصبة بالمياه العذبة دائمة الجريان. كما تتمتع المنطقة بغاباتها المتشابكة المعروفة بظلالها وروابيها الوادعة، وآثارها العريقة التي يمتد تاريخها لآلاف السنين كجُرش وتبالة والعبلاء ودرب الفيل وغيرها من المناطق الأثرية الشهيرة، وتحتضن أكثر من 4275 قرية تراثية، ومنها قرية "رجال ألمع" التي ينتظر تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة (اليونيسكو). وأسهمت التقنيات الحديثة في دفع مسيرة اكتشاف الكنوز السياحية الموجودة في عسير ومجال طبيعتها الساحرة بصورة أسرع، ومن هذه التقنية العربات المعلقة "التلفريك" التي تأخذ المصطاف في جولة سياحية مثيرة لمشاهدة مخزون المنطقة السياحي والتاريخي باختلاف خارطتها الجغرافية وتضاريسها وبيئتها التي حباها الله بالجمال والإبداع.