أكد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة ( إيسيسكو ) الدكتور سالم بن محمد المالك أن هناك تطوراً ملموساً في قضايا المرأة، من حيث نهضتها الثقافية وإسهاماتها التنموية، وأن جائحة كورونا هي فرصة لجعل تمكين المرأة كلمة من الماضي. وأشار إلى أنه رغم أن نسبة الأمية ما تزال عالية وتقارب 45 في المئة وبخاصة في المناطق الريفية والنائية من أقطارنا، ورغم أن تعميم الحق في التعليم ما يزال يجابه عقبات واضحة، فإن تقدم دور المرأة في شتى المجالات بات أمراً مقدراً، وما من مجال إلا ويعتز بعطاء النساء، موضحاً أنه رغم ذلك فإن الأمر لا يحجب ضرورة بذل المزيد من الجهود الصادقة لتتموقع المرأة، وهو ما تلتزم إيسيسكو بأن ينال النصيب الأوفر من خططها وبرامجها. جاء ذلك في كلمة له خلال الندوة الافتراضية التي عقدتها اليوم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ( ألكسو ) حول موضوع "دور المرأة في إعادة تشكيل الخارطة الثقافية للوطن العربي ما بعد كورونا"، بمشاركة كل من المدير العام لإلكسو الدكتور محمد ولد أعمر ، ووزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة في المغرب جميلة المصلي، والوزيرة والمستشارة بالديوان الملكي البحريني سميرة رجب، وعدد من الخبراء والمتخصصين في المجال الثقافي. وقال المدير العام لإيسيسكو إن الرؤية الجديدة للمنظمة تبنت قضايا المرأة، سواءً على صعيد العمل داخلها أو على صعيد الأنشطة والبرامج التي تنفذها في الدول الأعضاء ، مبرزاً أن المنظمة عمدت في إطارها التجديدي إلى منح المرأة فرص التوظف في شتى أروقة المنظمة، فتسلمت قيادة العمل في قطاعات أساسية كقطاع التربية وقطاع العلوم الإنسانية والاجتماعية والأمانة العامة للمؤتمرات واللجان الوطنية. وأضاف المالك أن إيسيسكو استقطبت عدداً مقدراً من الكفاءات النسائية المتميزة، لاسيما في نطاق العمل الإداري والمالي، فضلاً عن مواقع متميزة في العديد من المجالات التقنية والتنفيذية وكذا بمنظومة النشاط البرامجي، حيث تسعى المنظمة من خلال رؤيتها الجديدة لمجمل الحراك الثقافي والاجتماعي في العالم الإسلامي إلى تمكين المرأة ببناء شبكة للعالمات المسلمات تستوعب عطائهن العلمي والفكري، كما حرصت في مبادراتها على التركيز بصفة خاصة على استحقاقات المرأة، لاسيما في قطاعات التربية والتعليم، هذا إلى جانب إيلاء النساء نظرة معتبرة في إطار مبادرة إيسيسكو "المجتمعات التي نريد"، والتي تم إطلاقها الأسبوع الماضي. وفي ختام كلمته دعا الدكتور المالك النساء إلى استثمار جائحة كورونا، كونها فرصة لإثبات أن الوقت قد حان لتصبح كلمة تمكين المرأة من الماضي، وأنها حاضرة ليس فقط لاحتياجات المجتمع، ولكن أيضاً لرفاهيته، والوصول إلى المجتمع الأفضل الذي يسعى إليه الجميع.