قام الممثل الخاص للبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في السودان وكبير الوسطاء ببعثة "اليوناميد" جيريمايا مامابولو، بزيارة تفقدية إلى معسكر كريندينق للنازحين المهجور في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور السودانية، لتقييم آثار الدمار أثناء المواجهات الأخيرة بالمنطقة. وأعرب مامابولو عن عميق أسفه إزاء أعمال العنف الفظيعة التي يقف هذا المعسكر شاهدا على حجم الدمار والنزوح الذي أحدثته، أملاً في أن تُذكّر مثل هذه الأحداث المجتمعات بأن استخدام الوسائل العنيفة لحل النزاعات سيؤدي للخسارة. ودعا مامابولو القادة وأفراد المجتمعات المحلية على الانخراط في حوارات بناءة لتسوية خلافاتهم والابتعاد كل البعد عن التصرفات التي تقود إلى العنف والنزوح. واستمع خلال زيارته إلى وجهات النظر حول كيفية تصاعد الوضع وأساليب منع وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة بهذا المستوى المأساوي. والتقى ممثل بعثة "اليوناميد" مامابولو، خلال الزيارة بالممثل الخاص بوالي ولاية غرب دارفور المكلف اللواء عبد الخالق بدوي والذي عقد اجتماعا مع لجنة أمن الولاية ولجنة الإغاثة بالولاية ورؤساء مكاتب الأممالمتحدة الميدانية العاملة على الأرض، حيث تم بحث قضايا الوضع الأمني الراهن والتدابير الولائية لاستعادة الاستقرار في مدينة الجنينة والمناطق المحيطة ولمساعدة السكان المتأثرين وعودة النازحين إلى مناطقهم. كما عقد مامابولو اجتماعا مع رؤساء مكاتب الأممالمتحدة الإقليمية العاملة في منطقة الجنينة، مجددا التأكيد على الحاجة إلى توفير المساعدات الإنسانية للسكان المتأثرين وبحث سبل ما يمكن أن تقدمه اليوناميد من دعم عبر موظفيها بمكاتب التنسيق الولائية. من جانب آخر، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس أنها تلبي مع شركائها الصحيين، الاحتياجات الصحية للمتأثرين بالنزاع الأخير في مدينة الجنينة وما حولها، مبينة أنها قدمت حتى الآن أدوية وإمدادات طبية لما يزيد عن 120 ألفا من السكان، بما في ذلك أولئك الذين يحتاجون إلى العناية من آثار الصدمة أو الرعاية الجراحية. وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في السودان الدكتورة هدى عطا، إنه ونظرا لظروف الاكتظاظ ومحدودية خدمات المياه المأمونة وخدمات الصرف الصحي، فإن "خطر انتشار الأمراض المعدية التي تنقلها المياه والنواقل يكون كبيرا"، مفيدة أن آلية لمراقبة انتشار الأمراض قد تم تأسيسها، رغم أن التحصين ما يزال يمثل فجوة تحتاج إلى معالجة عاجلة.