أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة أهمية الشأن الزراعي للمنطقة الذي يمثل إحدى خصائص الباحة سابقًا وإحدى الروافد الإنتاجية للأسواق المحيطة بالمنطقة، متطلعًا سموه إلى ضرورة مشاركة واهتمام الجميع لاستعادة هذه الركيزة إلى واقع المنطقة الحاضر لتواكب رؤية المملكة 2030، وتعيد للباحة جمالياتها الزراعية لتعزز مناشطها السياحية. وأشاد سموه خلال جلسته الأسبوعية " الاثنينية " التي خصصت لمناقشة تأهيل المدرجات الزراعية بالمنطقة, بحضور المدير العام لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة المهندس محمد بن علي الشهري, والمشاركين بورشة العمل التي أقيمت بعنوان "مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية بالجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية" وعدد من المختصين والمهتمين بالزراعة في المنطقة، بجهود وزارة البيئة والمياه والزراعة, والمشاركين في ورشة مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية, من أجل إعادة المدرجات الزراعية إلى سابق عطائها في ضل الدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين –حفظهما الله-, والتشجيع لهذا القطاع. وأشار سمو أمير الباحة أنه يجب على جميع شرائح المجتمع وخاصة المهتمين بشؤون الزراعة والرعي والمناحل, ضرورة فهم البرامج والخطط الممنوحة من الدولة بحوافز تشجيعية والتفاعل مع مقاصدها لما فيه من نفع وعائد على الفرد والمجتمع، مذكرًا سموه الجميع بما تتميز به منطقة الباحة من تباين في مناخها وجغرافيتها مما جعلها حاضنة لأجود المنتجات الزراعية وثمار الفواكه بشتى أنواعها مما يستوجب على الجميع الحرص على الزراعة مع هذه المعطيات المناخية. بعد ذلك شاهد سموه والحضور عرضًا مرئيًا عن مبادرات المدرجات الزراعية بالمنطقة وكيفية تأهيلها واستصلاحها. إثر ذلك ألقى صاحب مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية بالباحة الدكتور إبراهيم بن محمد عارف كلمة بين فيها مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وتطبيق حصاد مياه الأمطار في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة تشمل محافظة الطائفوالباحة وجازان وعسير، مفيدًا بأنها تهدف للاستفادة من الميزة النسبية لهذه المناطق وأهمها التساقط المطري وخصوبة أراضيها وتنوعها البيئي. وبّين أن المبادرة ترتكز على استصلاح وتأهيل المدرجات الزراعية, وتطبيق وتقنيات حصاد مياه الأمطار مع استخدام أفضل النظم الحديث للري, إضافة إلى تطوير التركيبة المحصولية التي تتميز بها هذه المناطق ومنها البن والرمان والورد والموز ومحاصيل الذرة والحنطة والشعير وغيرها من المحاصيل المحلية, مشيرًا إلى أن المبادرة تهدف كذلك إلى تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية بهذه المناطق التي ستسهم نتائجها في تحسين مؤشر الأمن الغذائي للمملكة وهو أحد المستهدفات لرؤية المملكة 2030. وأضاف الدكتور عارف أن المنطقة حضيت باعتماد مبلغ 43 مليون ريال لتنفيذ 3 مشروعات خلال عام 2019 و 2020م, حيث ستضيف زيادة في المنتجات الزراعية, فيما تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على دراسة إيصال المياه من سد وادي نيرا إلى جبل شدا الأعلى وشدا الأسفل. بدوره أكد شيخ قبيلة بني عامر بزهران عبدالعزيز بن عبدالله بن رقوش في مداخلته خلال الجلسة بأن ماتخللته ورشة مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية من مناقشات تعكس اهتمام القيادة الحكيمة بالزراعة التي تحظى بدعم واهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" في إعادة المنتجات الزراعية المحلية ضمن برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة لرؤية المملكة 2030, والذي يسعى إلى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة بين مختلف شرائح المجتمع، من خلال الاستغلال الأمثل والمستدام للموارد الطبيعية والزراعية والمائية المتجددة، وذلك على مراحل عدة. ونوه الشيخ بن رقوش باهتمام سمو أمير المنطقة بالشأن الزراعي والتنمية الريفية بالمنطقة التي تعد واجهة الباحة الحقيقة، مشيدًا بمبادرة تأهيل المدرجات الزراعية. ولفت سمو الأمير حسام بن سعود الانتباه في رده على إحدى المداخلات أهمية القطاع الخاص ودوره الكبير في المشاركة والمساهمة في دعم الشأن الزراعي بالباحة, مبينًا سموه بأنه تم التواصل مع معالي وزير التعليم وتم التباحث مع معالي مدير جامعة الباحة بشأن إنشاء كلية مختصة للزراعة بالجامعة التي أصبح وجودها أمر ضروري لخدمة المنطقة. وفي ختام اللقاء شرف الجميع طعام العشاء على مأدبة سموه الكريم. حضر اللقاء معالي مدير جامعة الباحة الأستاذ الدكتور عبدالله بن يحيى الحسين, ووكيل إمارة الباحة المكلف أحمد بن صالح السياري, ومدير شرطة المنطقة اللواء وليد بن حمزة الحربي, وأمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط، ومحافظو المحافظات ومديرو الإدارات الحكومية ومشايخ القبائل.