منحت جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية بالإجماع, الأمين العام السابق للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني وسام أبي بكر الصديق من الدرجة الأولى، وهو أعلى وسام عربي في العمل الإنساني, وذلك تقديرًا للجهود الإنسانية التي قام بها السحيباني طيلة فترة عمله في خدمة العمل الإنساني وجمعيات الهلال الأحمر العربية، والنهوض بهذا العمل على المستوى العربي والدولي، والمضي قدمًا في سبيل توحيد الصف العربي الإنساني، الذي شكّل علامة فارقة على مستوى جمعيات الهلال والصليب الأحمر العربية، والمنظمات الإنسانية ذات العلاقة بالحركة الدولية الإنسانية، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر, والعمل من أجل رفع المعاناة عن اللاجئين والمنكوبين في شتى البقاع، وتقديم المساعدة الإنسانية لهم من خلال جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية، والتي أعادت لكثير من المنكوبين والمحتاجين نافذة مشرقة من الأمل. وجاء تسليم السحيباني الوسام في ختام أعمال الدورة (44) للهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر التي استضافتها الكويت تحت شعار "مبادئنا تجمعنا" برعاية الشيخ صباح خالد الصباح، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، بحضور أمناء ورؤساء الجمعيات الوطنية الأعضاء، وممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وأعضاء من المنظمات الدولية والمراقبين من الهيئات والجهات العاملة في الحقل الإنساني على المستوى الإقليمي والدولي. ويأتي هذا التكريم في وقت استطاع السحيباني فيه أن يحوز رغم التحديات والعقبات التي واجهته محبة وتقدير وثقة 21 جمعية وطنية للهلال الأحمر، تمثل 21 دولة عربية ممن صنعوا بجهودهم الابتسامة لبؤساء الحروب والصراعات، وبما بناه للعمل الإنساني العربي من آليات تنسيق وبناء برامج للتوأمة بين جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية، وكذلك مثيلاتها من منظمات العمل الإغاثي والإنساني. ويعتبر الدكتور السحيباني ثالث الأمناء العاملين للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، وأحد فرسان الدبلوماسية الإنسانية الذي ترجّل عن صهوة جواده، تميزت فترته بالرؤية الثاقبة التي كسب من خلالها الآخرين، رغم تنوع معطيات العمل الإنساني، وتعدد القائمين عليه، وحساسيته بشكل كبير, فهو يحمل مواصفات استثنائية جعلته قادرًا أن يخرج من تجربته بنجاح مجسدًا بصمة واضحة في خارطة العمل الإنساني وأنسنته من خلال مسيرة مشرقة زاخرة بتعاون رؤساء وأمناء الجمعيات الوطنية ومسؤوليها، وتكاتف الجميع في هذا الميدان ،منطلقًا بمبادرات إنسانية خيّرة لإغاثة اللاجئين وتضميد جراحات المصابين في الكوارث الإنسانية, مكرسًا بذلك ثقافة العطاء بلا مقابل، وترسيخ أفضل معايير العمل الإنساني، وتحسين آلياته المتبعة لمواكبة المشهد الإنساني المتغير باستمرار بما يشهده من أزمات إنسانية. وقدم "السحيباني" بمناسبة ختام عمله في المنظمة شكره الجزيل لحكومة المملكة العربية السعودية التي تتبنى هذه المنظمة منذ العام 1975م ، وحتى اليوم لتكون المنظمة صرحًا شامخًا في مجال العمل الإغاثي الإنساني، وتسير جنبًا إلى جنب مع مكوناتها من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية، على مستوى العمل الإنساني الدولي, ولتجسد المملكة بذلك أحد جوانب الإنسانية التي تنطلق من قبلة المسلمين نحو العالم .