ثمن الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني جهود جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر في العالم العربي بصفة خاصة والجمعيات الوطنية في مختلف أنحاء العالم بصفة عامة وكذلك الشركاء في العمل الإنساني ، استلهاما من تبنيهم عدداً من المبادرات الإنسانية في سبيل خدمة اللاجئين العرب التي تعج بهم دول العالم ، وإدراك مدى أهمية تنسيق الجهود الإغاثية لمواجهة صعوبة الوضع الإنساني وتزايد الاحتياج الإغاثي ، كما نوه بصمود جمعيات الهلال الأحمر في كل من فلسطين وسوريا، والعراق ، وليبيا ، واليمن، والصومال وغيرهن وعطاءاتها في الميدان الإنساني على الرغم مما تواجهه من تحديات وعقبات كثيرة مثمنا في الوقت نفسه جهود الجمعيات الوطنية العربية الداعمة والمتعاونة التي تؤكد مع صعوبة الأوضاع وأزمة الحاجة حضورها لمساعدة أشقائهم اللاجئين . وهو ما يركز عليه اليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام تحت شعار «لست هدفاً»، داعيا جميع الأطراف المتصارعة هنا أو هناك التزام الاتفاقيات الدولية والتعهدات للمحافظة على أرواح العاملين في الميدان والمتطوعين، وعدم استهدافهم او الاعتداء عليهم بأي شكل من الأشكال . وقال “السحيباني” في تصريح له بمناسبة هذا اليوم لكل اللاجئين :”نحن معكم ، نبذل قصارى جهدنا لنصل إليكم ، نعمل مع جمعياتنا الوطنية التي نفتخر بها ونعتز بجهودها وكفاحها لتتمكن من خدمتكم ، وذلك بالرغم من تناسل المآسي الإنسانية والكوارث وانتشار الأوبئة والفقر وسعة رقعة المأساة وطول أمدها إلا أننا سنظل معكم بعون الله ثم بوقوف رجال العمل الإنساني ، وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية” وأشار “السحيباني” إلى جهود جميع الموظفين والمتطوعين العاملين في مجال جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية المشاركين في المجال الإغاثي والإنساني والذين يعملون ليل نهار على تقديم المساعدات للسكان المدنيين واللاجئين ، داعياً الأسرة الدولية إلى ضمان حمايتهم ومحذراً من استهداف آليات أو موظفي ومسعفي العون الإنساني الذين يحملون إشارة الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر ، مضيفاً أننا نتذكر في هذا اليوم العالمي تضحيات قدمت وأرواح صعدت إلى بارئها وأسماء ستظل رموزاً للعمل الإنساني، وهبت كل ما لديها من الوقت والقدرة والاخلاص والتفاني لإغاثة المنكوبين واللاجئين . وأوضح “السحيباني” الدور الإغاثي والسخي الذي تقدمه بعض تلك الجمعيات ، حيث تشهد عملاً كبيراً وحراكا ملموسا ومشهودا لخدمة اللاجئين والمحتاجين في المناطق المحتاجة ، منوهاً بجودة التنسيق التي وصلت لها والتنسيق الفاعل فيما بين الجمعيات العربية الوطنية؛ حرصاً على تكامل الجهود في هذا الميدان الإنساني النبيل الذي يحتاج إلى تكاتف كل الجهود والتعاون والتعاضد لخدمة المنكوبين والمحتاجين في وطننا العربي على وجه الخصوص ، وأكد أن الوعي الذي وصلت إليه مكونات المنظمة من الجمعيات العربية الوطنية أسهم في التميز بتقديم نماذج رائدة من العمل الإنساني القائم على الخبرة وسرعة الاستجابة ، مجددا إشادته بصفة خاصة بصمود الجمعيات الوطنية التي تعمل بكل نشاط وهمة في مناطق الصراع رغم المخاطر . ونوه “السحيباني” إلى أن هذه المناسبة تدعونا لتذكر بعض الجمعيات الوطنية العربية الناشئة التي تحتاج إلى دعم أعمالها الإغاثية وجهودها الإنسانية الفاعلة ومساعدتها والوقوف معها لمواجهة ضغوط اللجوء والهجرة والنزوح والتهجير القسري ، ومنها بعض جمعيات الهلال الأحمر العربية التي تحتاج حراكاً كبيراً لإعادة بناء قدراتها ، والاهتمام بتأهيل العاملين فيها بما يتناسب مع المستجدات الحالية والتطورات المتسارعة ليكون لديها جهوزية تامة في أي وقت . وأستعرض “السحيباني” توجهات المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر حيال العمل الإنساني ، مشيراً إلى أن المنظمة وفقت بتعاون مكوناتها من الجمعيات الوطنية العربية في مواصلة الحراك الإنساني على المستوى العربي وكذلك المستوى العالمي ، وخلال فترة وجيزة كانت المنظمة وأمانتها العامة حاضرة بخطط استجابتها ، وحل المواضيع المتعلقة بالعمل الاغاثي والعمل الذي يتم على ارض الواقع من الجمعيات الوطنية العربية، مؤكداً أن العديد من القضايا الإغاثية هي محل الاهتمام لدعم مجالها الإغاثي إلى جانب توحيد مواقفها مع المنظمات الإقليمية والدولية وتطوير آليات العمل الإنساني على الساحة الدولية. وأضاف الأمين العام أن المنظمة تعول كثيراً على التنسيق الإغاثي بين الجمعيات حيث يعد مسئولية كبرى للعمل بروح الفريق الواحد والتكامل وصولاً للهدف المنشود من ذلك سواء لتلبية النداءات أو تقديم المساعدات الغذائية والأدوية والتركيز على أبعاد الأزمة الإنسانية التي تعانيها مناطق الصراع . وأبرز “السحيباني” بهذه المناسبة عدداً من المبادرات التي تبنتها المنظمة والتي تنطلق من شعارها الأساسي الذي ترفعه بعنوان (العمل الإنساني؛ صناعة ومهارة ) ولعل من أهمها “المنصة الإلكترونية” وبعض التطبيقات الالكترونية التي أطلقتها المنظمة العربية لتنسيق الجهود والأعمال الانسانية والإغاثية تجمع الجمعيات الوطنية والمنظمات الإنسانية العاملة كما تحقق الأهداف الرئيسية الواضحة منها ، ونطاق العمل ، وشركائه ، وسرعة الاستجابة والتكامل ، والتنسيق الميداني السريع وتبادل المعلومات والاحتياجات العاجلة للاجئين وتوحيد الجهود ضمن آلية عمل تتصل بالمنظمات الدولية الإنسانية ، بالإضافة إلى مبادرة “دعم قدرات الجمعيات الوطنية” بالشكل الذي يجعلها قادرة على تحقيق دورها في العمل الاغاثي ، وغيرها من أنشطة ومشاريع فاعلة في هذا الميدان. وفيما يخص الجانب المستقبلي للعمل الإنساني ، أكد “السحيباني” ثقته الكبيرة في مكونات المنظمة من جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر لتأكيد مواصلة وقوفهم مع الأشقاء اللاجئين في الفترة القادمة والتي تتطلب منا تكاتفاً نحو دعم التعليم المجاني للأطفال اللاجئين واستمرار برامج “تمكين” لبناء قدرات المرأة اللاجئة ، وكذلك مواصلة التدريب المهني للشباب والفتيات ، بالإضافة إلى مواجهة ظروف المناخ والطقس من خلال التنسيق المسبق مع الجمعيات الوطنية في أماكن الأحداث والصراعات والكوارث .