اختتمت في العاصمة الباكستانيةإسلام أباد الليلة الماضية أعمال المؤتمر العالمي "رسالة الإسلام" في دورته الرابعة الذي نظمه مجلس علماء باكستان بمشاركة وفود إسلامية من عشر دول إسلامية وعربية بالعاصمة إسلام أباد. حضر جلسته الختامية معالي رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني السيناتور محمد صادق سنجراني وفضيلة إمام المسجد الحرام الدكتور عبد الله بن عواد الجهني، ووكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد رئيس وفد المملكة الدكتور عبدالله بن محمد الصامل وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى باكستان نواف بن سعيد المالكي ، وجمع من المسؤولين الباكستانيين والعلماء. وقد أصدر المشاركون عددًا من التوصيات أشادوا فيها بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، في خدمة الإسلام والمسلمين ، ورعاية الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين، ونشر سماحة الدين وعلوم القرآن والسنة والوسطية والاعتدال، ودفاعهم عن قضايا الأمة وتعزيز دورها لمواجهة التحديات، وسعيها المتواصل لتوحيد كلمة المسلمين ووحدة صفوفهم . وأكدوا أهمية دور العلماء والدعاة وخطباء المساجد والإعلاميين لتعزيز السلم والسلام والتسامح والتصالح بين شعوب العالم، وحثوا المسلمين والأقليات المسلمة وخاصة المقيمين في الدول غير الإسلامية، للتفاعل والاندماج والتعايش مع شعوب العالم، واحترام الأنظمة والتعليمات الداخلية لتلك الدول، داعين الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات والأئمة والخطباء ورجال العلم والإعلام إلى التركيز على تكثيف البرامج التربوية داخل المجتمعات الإسلامية، ونشر القيم والآداب والأخلاق الإسلامية في قلوب وعقول الشباب، وتنشئتهم على محبة الله ورسوله ومحبة الدين ومحبة الحرمين الشريفين، وتأصيل أهميتهما وضرورة حمايتهما، وتعزيز استقرار المجتمع وحماية الشباب من التطرف والإرهاب والفساد والمفسدين. ودعا المشاركون في توصياتهم إلى الحلول العادلة للقضية الفلسطينية. وأكدوا رفضهم للدعوات المغرضة والمطالبات الباطلة التي تنادي بها بعض الدول لتسييس فريضة الحج واستغلال موسم الحج لتشويه صورة المملكة وقيادتها، وزعزعة أمن الحج واستقرار وسلامة الحجاج، ومحاولة نشر الإشاعات والفوضى والمعلومات المغلوطة والأخبار الكاذبة التحريضية لمخالفة الأنظمة والتعليمات. وأشادوا برفض المملكة العربية السعودية للقرارات الباطلة للسيطرة على هضبة الجولان المحتلة، مقدرين جميع مواقف المملكة ومساندتها للحكومة اليمنية الشرعية ودفاعها عن حقوق الشعب اليمني ورفض الأعمال العدوانية من الانقلابيين الحوثيين المدعومين من إيران، ومطالبة جميع دول العالم والمنظمات والمؤسسات الحقوقية بالتدخل الفوري لوقف تدخلات وتجاوزات إيران ومنعها من التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والإسلامية، ومحاولاتها المستمرة لزعزعة الأمن والاستقرار والسلم والسلام العالمي. وقدموا في ختام التوصيات الشكر والتقدير لفخامة رئيس جمهورية باكستان الدكتور عارف علوي، على اهتمامه ومشاركته في المؤتمر ولمجلس علماء باكستان على تنظيمه لهذا المؤتمر، واختيار الموضوعات والمحاور المناسبة لتعزيز مصالح الأمة والدفاع عن قضايا المسلمين وأمنهم واستقرارهم . وفي ختام المؤتمر تم تكريم المشاركين ورؤساء الوفود والبعثات والرعاة ، ثم قدم الدكتور عبدالله الصامل، درع وزارة الشؤون الإسلامية، لرئيس جمعية مجلس علماء باكستان، الشيخ طاهر الأشرفي، نظير إسهامات وجهود المجلس في رعاية وتنفيذ المؤتمر . وكان المؤتمر قد ناقش عددًا من المحاور التي ركزت على وسائل جمع كلمة شعوب الأمة العربية والإسلامية، لمواجهة الفتن والتحديات، وآليات نشر منهج الوسطية والاعتدال، وتعزيز السلم ونبذ العنف والتطرف والإرهاب في العالم، وطرق الحماية والإغاثة ومساعدة المستضعفين من المسلمين والأقليات المسلمة، والدفاع عن المضطهدين، ومكانة المملكة وقيادتها الرشيدة في قلوب المسلمين وأهمية الذّب عنها وإبراز دورها الرائد لدعم وتعزيز الأمن والسلم الإقليمي والعالمي. كما ناقش أهمية القضية الفلسطينية ومكانة القدس ، ووسائل مساعدة ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق.