استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في مكتبه بديوان الإمارة اليوم، الفريق العلمي الأثري السعودي الهولندي الفرنسي المشترك للتنقيب في موقع ثاج الأثري بالمنطقة الشرقية، يصاحبهم مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المهندس عبداللطيف بن محمد البنيان. ويأتي هذا التنقيب ضمن اهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني, بالتعاون مع برنامج الجامعات والمراكز العلمية في مجال البحث والتنقيب الأثري، واستناداً للاتفاقية الموقعة مع جامعة ليدن الهولندية. وأكد سموه أن المملكة بشكل عام والمنطقة الشرقية بشكل خاص تزخر بالعديد من المواقع الأثرية التي تحظى بعناية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -، مشدداً على أهمية الحفاظ على الآثار ودعم الاكتشافات الأثرية، مقدراً جهود فريق التنقيب في ثاج، متطلعاً إلى المزيد من الاكتشافات التي تثري حضارة المملكة. من جهته, قدم مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أمين مجلس التنمية السياحي بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف بن محمد البنيان, شكره لسمو أمير المنطقة الشرقية على دعمه واهتمامه بالجوانب كافة التي تثرى السياحة والاكتشافات الأثرية بالمنطقة، مبيناً أن هجرة ثاج الأثرية تقع إلى الغرب من مدينة الجبيل بمسافة 85 كلم، وتبعد بمسافة 200 كلم عن مدينة الدمام، كما تُعد من أهم الموقع الأثرية في المملكة, حيث يمثل الموقع الأثري لثاج مدينة متكاملة يحيط بها سور خارجي ضخم يبلغ طوله حوالي 900 متر مربع، وتقع على درب الكنهري ويعرف أيضاً بدرب الجمل ، والمؤدي مروراً باليمامة ووادي الدواسر عن طريق ليلى "الافلاج" إلى قرية الفاو ، وهذا الموقع زاد من أهمية ثاج كمركز تجاري مهم لتوزيع السلع التجارية. وأشار المهندس البنيان إلى أن التنقيب جرى في تسع مناطق في ثاج التي تعود إلى 300 عام قبل الميلاد, حيث جرى الكشف عن ثلاث مراحل استيطان في المدينة ومرحلة متأخرة نفذت بشكل عشوائي على سطح الموقع الأثري في فترات حديثة، مبيناً أنه من أهم المكتشفات الأثرية "مدفن أميرة ثاج" وما كشف معها من القطع المعدنية ممثلة بالسرير الجنائزي وما يحمله من قطع أثرية وأواني برونزية مرفقة والقناع. وتعد ثاج واحدة من أكبر المراكز المنتجة والمستخدمة للدمى الفخارية، حيث عثر على المباخر "المجامر" التي تعد في العصور القديمة من الأدوات التي لا غنى عنها في جميع الظروف الحياتية, كما كشفت الأعمال التنقيبية الأخيرة عن جزء من السور الشمالي من سور ثاج، فيما جرى الكشف عن قاعدة للبوابة الجنوبية لأحد الأبراج، إضافة إلى الكشف عن مخطط المدينة وبعض الأجزاء من المدينة، كما بينت التنقيبات الأثرية امتداد حضارة ثاج للفترة الأموية المبكرة.