أكد معالي المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة السفير عبد الله بن يحيى المُعَلِّمِي أن المملكة العربية السعودية تؤكد حق العودة للاجئين الفلسطيين ، وبأنه ليس حلماً زائفاً بل هو استحقاق دولي طال أمده وسوف يتحقق - بإذن الله - وأن التقاعس عن مساندة هذا الحق هو وصمة عار على جبين المجتمع الدولي وعلى جميع المعرقلين الذين يقفون دون تمكين أبناء الشعب الفلسطيني من العودة إلى وطنهم الأصلي. وقال معاليه في كلمة المملكة أمام اللجنة الرابعة ، حول بند وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى : إن عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم يبلغ أكثر من 5.4 مليون لاجئ هجروا من منازلهم ومدنهم وقراهم وحرموا من أبسط سبل العيش الكريم، تتلاطمهم أمواج الاغتراب، وتنعشهم آمال العودة التي نصت عليها قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وأشار المندوب الدائم للمملكة لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ التي تزداد يوماً بعد يوم بسبب تدهور الأوضاع في الأرض الفلسطينيةالمحتلة بما فيها القدسالمحتلة وقطاع غزة الذي تفرض عليه سلطات الاحتلال حصاراً غير قانوني فاقم من المعاناة الإنسانية وزاد من حالات اليأس والبطالة لدى ما يقارب مليوني فلسطيني, يضاف إلى ذلك الممارسات الإسرائيلية غير القانونية المتمثلة في بناء المستوطنات الإسرائيلية على أرض دولة فلسطينالمحتلة منذ العام 1967م . وأفاد معالي السفير المعلمي أن إسرائيل ما زالت مستمرة في التعنت بعدم الموافقة على مبادرة السلام العربية التي تضع حلاً شاملاً ومتكاملاً للنزاع العربي الإسرائيلي يقوم على العدل والتكافؤ وإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وإيجاد حل عادل ومنصف لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وأوضح أن المملكة العربية السعودية تولي اهتماماً بالغاً للقضية الفلسطينية وتعتبرها قضيتها الأولى، كما صرح بذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في مؤتمر قمة القدس في الظهران شهر أبريل الماضي، مؤكدًا أن الذاكرة الدولية زاخرة بمواقف المملكة المشرفة تجاه الشعب الفلسطيني. وأشار معاليه لما تقدمه المملكة العربية السعودية من دعم مستمر لوكالة الأنروا إيماناً منها بالدور الأساسي الإنساني الذي تقوم به، حيث قدمت المملكة لوكالة الأنروا منذ العام 2000م وحتى العام 2018م ما يقارب مليار دولار كان منها في هذا العام مبلغ خمسين مليون دولار بالإضافة إلى ما يقارب من 150 مليون لبرنامج أوقاف القدس ، ومبلغ 264 مليون دولار لترميم وإنشاء الوحدات السكانية، كما ساهمت المملكة بملبغ 365 مليون دولار للمشروع السكني في رفح، وقدمت مبلغ 111 مليون دولار للمراكز والخدمات الطبية، ومبلغ 165 مليون دولار لمشاريع التعليم والمدارس، فضلاً عن مبلغ 18 مليون دولار لمشاريع الأمن الغذائي، وقدمت مبلغ 250 مليون دولار لدعم الأسر والأيتام والجرحى، وقدمت مبلغ 285 مليون دولار لدعم صندوق القدس، ومبلغ 25.5 مليون دولار لتأهيل البنية التحتية، كما ساهمت بمبلغ 300 مليون دولار للجنة الوطنية لإغاثة الشعب الفلسطيني، ومبلغ 42 مليون دولار لمشروعات إنشائية. كما قام مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتنفيذ العديد من المشروعات وتوفير المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين. وأكد معاليه أن المملكة العربية السعودية ستظل رائدة في دعمها للاجئين الفلسطينيين، وستبذل جميع مساعيها لإيجاد حلول مستدامة للتحديات المالية التي تواجه الأنروا لأهمية الدور الذي تقدمه الوكالة بالنسبة للتعليم وتوفير فرص العمل للشباب ، مجددًا الدعوة للمجتمع الدولي أن يدعم احتياجات الوكالة وأن تضاعف الدول والجهات المانحة والمؤسسات المالية المتخصصة مساهماتها وتبرعاتها المالية لتتمكن الوكالة من القيام بتمويل برامج خدماتها المتزايدة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر وأمام الزيادة في أعداد اللاجئين مقابل النقص في التمويل، وأن تعمل الأممالمتحدة على فتح المجال أمام الأنروا للاستفادة من ميزانيتها السنويه وبرامجها المتخصصة وقنوات التمويل الإضافية المتاحة. وأكد السفير المعلمي أن المملكة العربية السعودية تدعم كل الجهود الرامية لمعالجة الجذور الأساسية لحل هذه الأزمة ووقف النزوح القسري والمزمن للاجئين، وذلك عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وبقية الأراضي العربية والانسحاب لحدود الرابع من يونيو 1967، والتقدم نحو تنفيذ حل الدولتين، وتحقيق الاستقلال للشعب الفلسطيني وإقامة دولته وعاصمتها القدس.