يعد معرض "أيادينا" للأسر المنتجة، سوقاً للقطع الشعبية والتراثية التي تغلب على طابع الأسواق المنتجة، بل أصبح سوقاً يعرض الفنون المختلفة والمواهب التي استطاعت من خلاله فتيات المنطقة أن يطوعن مواهبهن وطاقاتهن حسب احتياجات السوق ومتطلبات المستهلك لتحسين مستوى الاقتصادي لأسرهن. وسطرت 30 أسرة منتجة إبداعاتها وأفكارها في مجال إعداد المأكولات الشعبية والإكسسوار بالعمل اليدوي المحلي والديكورات والتصاميم والمعجنات والحلويات والمنتجات التراثية والحرفية والهندسة المعمارية والتصميم الداخلي والمنتجات الصابونية بصنع يدوي محلي والمنتجات العطرية النباتية للعمل العرائسي في الأفراح والزواجات والمناسبات الجيزانية والعطارة والبخور والمعجنات العطرية الجيزانية والمرسم الحر والكوشات والتوزيعات وتجهيز الأعراس بالتراث الجيزاني والتغليف والهدايا والورود والفل والكادي، من خلال تواجدها القوي واللافت في معرض "أيادينا" الذي تقيمه جمعية البر والخدمات الاجتماعية بمحافظة بيش, وذلك بقاعة لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالمحافظة. وشجع معرض "أيادينا" العديد من الأسر ومنح الكثير من المشاركات الثقة في عرض منتجاتهن والتباهي بها مما انعكس ايجابياً على التلاقي الاجتماعي وعلى الجدوى الاقتصادية في مثل هذه الأسواق والمهرجانات بصفة مستمرة باعتبارها نموذجا لدعم لطاقاتهم وإبداعاتهم والاحتفاء بإنتاجهن ورؤية نتاج أعمالها والاستفادة منها. ويلفت انتباه الزائر للمعرض إلى اهتمام المشاركات في الأجنحة على تقديم معروضاتهم بأسلوب جذاب وترتيب مميز خاصة أجنحة المأكولات الشعبية التي شهدت تنافس كبير فيما بين العارضات لإعداد أشهى الأطباق كالمعجنات والعصيرات الطازجة بأنواعها والمعمول. وحظيت أجنحة المشغولات اليدوية والقلائد الفضية والبخور والعطورات والخوص وهدايا الأفراح تواجد أعداد كبيرة لمعرفة أنواع البخور والعطور وتركيباتها وطرق صياغة الفضيات وتقديم عينات ترويجية لمنتجاتهم لجذب انتباه الزوار. وأوضح مدير جمعية البر والخدمات الاجتماعية بيش محمد بن علي فقيهي، أن المعرض الذي يستمر على مدى 10 أيام، يمثل واحدًا من أنشطة الجمعية التي تتعدد لتشمل الإقراض والتدريب والتأهيل والتطوير للأسر وتسويق منتجاتها ومساعدة الأسر على الانخراط في سوق العمل، والعمل على تكوين أسر منتجة قادرة على إعانة نفسها وتوفير مقومات الحياة الكريمة لأبنائها وتوفير مصادر دخل دائمة, مؤكداً أهمية المعرض في تشجيع الأسر المنتجة والفتيات المشاركات فيه للحصول على مصدر دخل مستدام، وتنمية وتطوير الأسر المنتجة وإكسابها المهارات اللازمة مهنياً وإدارياً واستثمار جهودهن وطاقاتهن وإيجاد فرص تسويقية للمنتجات ذات الجودة العالية والمتنوعة، راجياً العون والتوفيق للجميع. من جانبهن أكدت عدد من المستفيدات من المشروع، مدى الاستفادة التي تحققت لهن من خلال هذا المشروع، خصوصاً أنه نظم أعمالهن التجارية التي كن يقمن بها ووسع دائرة تواجدهن وأوجد أمامهن أسواقاً لتسويق وبيع منتجاتهن في مواقع مختلفة بالدولة. وتقول لانى يحيى بلالي، إن انضمامها إلى مشروع الأسر المنتجة أسهم في تنظيم أعمالها إلى حد بعيد، فقد أتاح لها تطوير تجارتها بصورة كبيرة، فقد أصبحت تنتج كميات من "البخور" الخاص بها والذي تمكنت من تطويره خلال السنوات الماضية، كما أنها تعرض اليوم منتجاتها في مواقع تجارية مهمة مثل بعض المعارض والفعاليات المقامة في المنطقة, مبينة أن أسعار البخور تبدأ من 70 ريال إلى 150 ريال حسب نوع البخور والمواد المستخدمة. من جهتها أعربت مروى علي أبو حبيبة عن سعاتها بمشاركتها في المشروع من خلال عرض لبعض التطريز والتصاميم بالكمبيوتر، بالإضافة إلى تكوين علاقات اجتماعية ساهمت في تطوير وزيادة الإنتاج والطلب. وقالت ليلي علي حرقان "إن مشروع الأسر المنتجة يساعد على تطوير المرأة وتنمية وتطوير مهاراتها وطاقاتها الإبداعية من خلال المشاركة في المعارض والمهرجانات والمناسبات الوطنية والدولية". وتوجهت مرضية أحمد يحي الأعجم بالشكر لجمعية البر والخدمات الاجتماعية بيش والقائمين والمنظمين للمعرض، على دعمها المتواصل للمرأة والأسرة وتنمية مهاراتها الإبداعية وتأهيلها لدخول سوق العمل. ومن جانبها قالت فوزية عبدالله الحاذق: "إن مشروع الأسر المنتجة يعكس اهتمام القيادة الرشيدة في إتاحة الفرص لعمل السيدات وفتح أبواب مشاركة المرأة في عمليات البناء والتنمية وتأهيلها في الابتكار والإنتاج من خلال تقديم صورة مشرفة عن قدراتها وإبداعها مما يعزز ثقتها في نفسها خاصة عندما تشارك في تحسين مستوى أسرتها الاقتصادي. من جهتها أكدت تغريد علي عقيبي أن من أهداف معرض الأسر المنتجة استقرار الأسرة والارتقاء بمستواها الاقتصادي والاجتماعي وتنمية المهارات الإبداعية لدى المرأة, وتمكين المرأة الجيزانية من الدخول في عملية الإنتاج وزيادة مساهمتها في جميع مجالات التنمية وإيجاد مصدر دخل لتحسين الوضع الاقتصادي للأسرة ومساعدة ودعم الأسر من ذوى الدخل المحدود والتي ليس لديها القدرة على تحمل التكاليف المادية للحياة.