أطلقت جمعية المودة للتنمية الأسرية بجدة دراسة تحليلية بعنوان "السياسات الأسرية العالمية نحو استراتيجية وطنية للأسرة السعودية"، احتفاء باليوم الوطني وانطلاقاً من رؤية المملكة 2030 . وتهدف الدراسة إلى رصد أهم السياسات الأسرية والتجارب الناجحة لدول العالم التي جعلت من سلامة الأسرة واستدامة أمنها ورفاهيتها ركيزةً تنمويةً للتنمية الأسرية، بالإضافة إلى تحليل ومقارنة لأهم السياسات والمبادرات الأسرية العالمية الرائدة، وذلك للتوصل إلى مجموعة من المبادرات المقترح تطبيقها في المملكة . وحددّت الدراسة خمسة محاور مهمة متعلقة بالسياسات الأسرية العالمية في 23 دولة أجنبية لمقارنة أفضل السياسات الأسرية بينهم، في مواضيع سياسات دخول النساء إلى القوى العاملة، وسياسات التوفيق بين العمل والحياة الأسرية، وسياسات الحفاظ على التماسك الأسري، والسياسات الأسرية المتعلقة بالطفل، وأخيرًا السياسات الأسرية المتعلقة بالتعليم . وأظهرت الدراسة أهم النتائج المتعلقة بسياسات دخول النساء إلى القوى العاملة للدول المعنية وهي المساواة بين الجنسين في جميع الشؤون المتعلقة بالعمل، وارتفاع معدلات توظيف النساء حيث وصلت نسبة توظيفهن 62% في العام 2013 . وأشارت الدراسة إلى أن 40% من تكاليف الرعاية الوالدية للأطفال تغطيها الدولة مقابل 60% يتم تقسيمها بين الآباء والبلديات ، ودعم إجازات الأمومة، والأبوة، وتجهيزات أماكن العمل الصديقة للأسرة، وحماية الأمهات في أماكن العمل، وحق التغيب عن العمل لرعاية شخص بالغ أو شخص كبير بالسن، والأمن الوظيفي والمرونة في وقت العمل . ومن أبرز نتائج ما توصلت إليه الدراسة في هذا الجانب، أن سياسات التوفيق مرتبطة بمنظمات خاصة بالمساواة وذلك للقضاء على التمييز والتحرش والاحتيال وأنواع السلوك الأخرى المحددة بقانون المساواة، كما أظهرت الدراسة أهم عوامل سياسات الحفاظ على التماسك الأسري التي تلعب دورًا كبيرًا في مفهوم التماسك الأسري والحفاظ على استقرار الأسرة وهي التعامل مع الضغط والتوتر الأسري، واختبارات القياس الأسرية، ورعاية كبار السن . وتضمنت الدراسة سياسة دعم الأطفال مبينةً الدعم المادي لأسر ذوي الأطفال، والرعاية العامة للطفل والرعاية المنزلية، ورعاية الطفل المريض، والتوسع في دعم مؤسسات رعاية الأطفال، وحماية الوالدين المنفصلين وأولادهم . وأفاد رئيس مجلس إدارة المودة فيصل السمنودي، أن الدراسة تسهم في تطوير نموذج استراتيجي خاص بالمملكة، ودعمها للتنمية الأسرية والرعاية الاجتماعية بما يتوافق مع القيم الدينية والمقومات الثقافية ، إضافة إلى بحث أفضل الاستراتيجيات لبناء خارطة طريق استراتيجية للأسر السعودية والأسلوب الأمثل للوصول إلى استراتيجية هادفة تخدم الجانب الأسري والاجتماعي في المملكة. وأشار إلى أن الدراسة تستعرض أهمية تعزيز وإثراء خطط مؤسسات وجمعيات وأوقاف الرعاية الأسرية وتوجيه اهتمامها إلى البرامج النوعية والخطط الوقائية لتنمية الأسرة السعودية، وتحقيق الأمن الأسري ، وتطعيم الثقافة الأسرية بالممارسات الصحية التي تتفاعل مع الرؤية الوطنية ، وتلعب دوراً إيجابياً في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة .