نجح الكشّاف حسين بن قبلان الرويلي ذو ال 19 عاماً، الممثل لإدارة تعليم منطقة الحدود الشمالية في مشاركتها بحج هذا العام، في مساعدة شاب في العقد الرابع من عمره، للقاء أمه بعد ابتعادهما عن بعضهما لمدة 7 سنوات. وكان مشعر منى المكان الذي شهد ذلك اللقاء الذي أنهى معانة أم وابنها لهذه المدة، وأسهم فيه بشكلٍ رئيس الكشّاف الرويلي المتطوع ضمن معسكرات الخدمة العامة التابعة لجمعية الكشافة العربية السعودية، عندما شهد لحظة حضور أحد الحجاج للوحدة الكشفية الذي بلغه نبأ وجود والدته ضمن حجاج الجمهورية اليمنية الشقيقة، وسؤال المسؤولين في الوحدة ما إذا كان بإمكانهم التثبت من هذه المعلومة، ومدى إمكانية مساعدته في إيصاله لحضنها الذي تراكم في داخله الشوق له لما يربو عن 7 سنوات. الكشّاف الرويلي استطاع أن يحظى بثقة قادته، الذين أوكل له هذه المهمة العظيمة، فما كان منه إلا الاستعانة بالله ثم التنسيق مع قائده، ليبدأ معه وضع خطة لتحقيق هذا الهدف النبيل، وجمع أم بضناها، فكانت بداية الخطة من خلال تحديد موقع مكاتب الحجاج اليمنيين على الجزء الخاص بمشعر منى من خريطة المشاعر المقدسة، التي اعتادت جمعية الكشافة طباعتها في كل عام لتوزيعها على الحجيج وجميع منسوبي مختلف القطاعات المشاركة في خطة حج هذا العام، في كل المواقع بالمشاعر المقدسة. وجاء التطبيق الإلكتروني الذي يمثل خريطة ذكية على الهواتف والأجهزة اللوحية، مرحلة ثانية من خطة الكشّاف وقائده، بتوضيح المسار الأفضل الذي يبعد عن مقر تواجدهما بمركز 21 للإرشاد حوالي 4 كيلومترات، تمهيداً لاصطحاب الشاب المحتاج للمساعدة الذي ما فتئ يتحدث طوال الطريق عن عديد الفرضيات الممكن أن تتشكل كمشاعر تغطي مكان هذا اللقاء المنتظر بأم منعتها من لقاء ابنها ظروف اليمن الحالية التي تشهد تمرداً من مليشيا الحوثي على الحكومة الشرعية للبلاد، إلى جانب الجزاء الكبير الذي يعتزم ذلك الشاب أن يكافئ به الكشاف الذي حقق له حلماً باتت تتشكل ملامحه واقعاً وحقيقة، قابلها الكشّاف بطلب الدعاء له مكتفياً بها مكافأة على جهوده، وأما المشاعر فاتفق مع الشاب صاحب الشأن بأنها مشاعر يصعب وصفها، وحق ما اتفقا عليه عند لقاء الشاب بوالدته فقد كان مشهداً لا يمكن تجسيده أو الحديث عنه بأي شكلٍ من الأشكال. وبقي الأمر الثابت في هذا المشهد ومشاهد مماثلة في المشاعر المقدسة طالما تكررت كل عام، تتفق على ختام مثالي وأنموذجي لعملٍ دؤوب وجهودٌ إنسانية وتفانٍ في العمل من جميع الذين يعملون في هذه البقاع الطاهرة من أبناء هذا الوطن الواعون بحجم المسؤولية المنوطة بهم، وعظيم الشرف الذي حظوا به، المتمثلة في خدمة ضيوف الرحمن، ليعكسوا بذلك حقيقة ما تبذله المملكة من جهود وما تسخره من إمكانات في كل موسمٍ من مواسم الحج، بهدف توفير أفضل الخدمات لحجاج بيت الله العتيق ليؤدوا عباداتهم ومناسكهم بيسر وراحة وطمأنينة، وكيفما يليق بهذا الشرف والمسؤولية التي اعتادت على تأديتها بالشكل الأمثل منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى يومنا هذا.