حذرت منظمة الطفولة العالمية اليونيسيف من نتائج الصراع المتفجر في سوريا على الأطفال ذوو الإعاقات الجسدية . وأكدت المنظمة الأممية في بيان أن الأطفال في سوريا ذوي الإعاقات يتعرضون لخطر الإقصاء والنسيان بغياب نهاية قريبة للحرب في سوريا. ورأت المنظمة أن استمرار النزاع في سوريا بلا هوادة أسفر عن مقتل عدد من الأطفال هو الأعلى على الإطلاق بعد توثيق مقتل أو إصابة أكثر من 1,000 طفل نتيجة العنف المكثّف وبعد أن أصبح النزاع الآن هو أوّل سبب للوفاة بين اليافعين في البلاد. ونقل البيان عن المدير الإقليمي لليونيسف في الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا خِيرْت كابالاري تصريح رأى فيه أنه خلال حالات النزاع يكون الأطفال ذوو الإعاقة من أكثر الفئات هشاشة، لافتاً إلى أن أكثر ما يحتاجه هؤلاء الأطفال هو علاج وخدمات متخصصة خاصة وإن العديد من الأطفال ذوي الإعاقة يواجهون خطرًا حقيقيًا بالإقصاء والإهمال والوصم مع استمرار هذا النزاع المتصاعد. وأكد أن استخدام الأسلحة المتفجرة والهجمات العشوائية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية أدى إلى مقتل عدد متزايد من الأطفال والذي بات الآن يمثّل ربع عدد الوفيات من بين المدنيين. وأشار إلى أن أكثر من 360 طفلاً تعرض للإصابة في عام 2017 ما تسبب في إعاقة العديد منهم هذه أرقام ما تمكّنت الأممالمتحدة من التحقق منه فقط ومن المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى من ذلك بكثير. وكشف عن أن ما يقدر عدده ب3.3 مليون طفل داخل سوريا يتعرضون لمخاطر المتفجرات بما في ذلك الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والأجهزة المصنعة بشكل مُرتجل ويعيش أكثر من 1.5 مليون شخص الآن مع إعاقات دائمة نتيجة الحرب بما في ذلك 86,000 شخص فقدوا أطرافهم. ولفت إلى أن الدمار الواسع والهجمات على المرافق الطبية والتعليمية أدى إلى تدمير أجهزة الصحة والتعليم في البلاد، مؤكداً أن الأممالمتحدة تحققت من وقوع 175 هجوماً على المرافق التعليمية والطبية وعلى العاملين فيها في العام 2017. أكثر من تضرر نتيجة ذلك هم الأطفال ذوي الإعاقة، مما زاد من حرمانهم من الرعاية المتخصصة ومن المرافق التي يحتاجون إليها لكي تتحول طموحاتهم إلى واقع ملموس. وحذر من استمرار الصراع في سوريا، مؤكدا أن اليونيسيف تحتاج إلى مبلغ مقداره 1.3 مليار دولار أمريكي لتنفيذ برامجها للعام 2018. وقال إن الأزمة في سوريا غير مسبوقة من حيث تعقيدها وحدّتها وطول أمدها، ولا يمكن الاستمرار في معالجتها كما يحدث حتى الآن.