استطاعت 71 فتاة سعودية من مختلف الفئات العمرية أن يجذبن بإبداعاتهن الحرفيّة أنظار آلاف زوّار مهرجان صبيا للتسوق والترفيه في عامه الخامس، الذي تنظمه حالياً لجنة التنمية السياحية بالمحافظة بعنوان " صبيا فن ", والمقام في ساحة البلدية بالمحافظة. وجاء النجاح والتميز الذي حققته الحرفيات في خيمة الحرف اليدوية للأسر المنتجة، من خلال مهاراتهن في صناعة الحِرف القديمة التي كانت تمتهنها المرأة السعودية في الماضي، وعرض الأكلات الشعبية، ونقش الحناء، والخياطة والتطريز، وتصميم الأشكال والمجسمات، والرسم بأنواعه، وتنسيق الزهور، وتلوين الفخار، والإكسسوارات النسائية، والبخور والعطور، والتحف الخشبية، والألعاب الشعبية. وفي جولة لوكالة الأنباء السعودية في أجنحة معرض الأسر المنتجة في المهرجان التي هيأتها اللجنة المنظمة للحرفيات بالمجان، اطلعت على ما وصلن إليه من تميز وحرفية عالية في صنع وإنتاج ما يعرضنه من سلع ومنتجات , نتيجة معرفتهن بأدوات التقنية الحديثة التي أسهمت في بلورة جهود أمهاتهن وجدّاتهن في الصناعات التي كانت تعتمد على حرفة اليد، وتطوير آلياتها ومزجها بتقنيات العصر، لتواكب ذائقة الجمهور بمختلف شرائحه، مع الحفاظ على تاريخ وتراث أبناء المجتمع السعودي، لتخرج للمتسوقين في أصناف صناعية متعدّدة ذات صبغة محليّة. وأوضحت "أم فيصل " المتخصّصة في صناعة الروائح العطور التقليدية, أنها تعلّمت هذه الحرفة من أمها التي ورثت بدورها أصول الصناعة من الجدّة، مشيرة إلى أن إنتاجها من العطور المختلفة قد وجد قبول لدى مرتادي المهرجان، ساعدها في زيادة دخلها اليومي الذي تجنيه من المشاركة في هذا المهرجان، تلبية متطلبات الحياة. فيما أكدت " أم خالد " أن مشاركتها في المهرجان تتواصل في المهرجان منذ انطلاقته بأشغال الخياطة اليدوية، والأغطية والملابس، مبينة أنها وجدت إقبالاً كبيراً من مرتادي المهرجان سواء من المواطنين أو المقيمين على شراء مثل هذه الصناعات اليدوية . من جانبها أفادت " أم علي", إحدى المشاركات في ركن الأكلات الشعبية أن المهرجان يعد مناسبة للتعرف على أصناف الأطعمة والفواكه التي تمتاز بها المنطقة، وأن الإقبال على أركان المأكولات الشعبية يزيد في الفترة التي تستريح فيها العائلات لقضاء باقي أمسيتهم في هذا المهرجان المتسع الفعاليات الذي يعد مكانا للترفيه ولقضاء وقت الفراغ فيه بعد انقضاء الفعاليات, فيما أعربت المشاركة مريم محمد , عن شكرها للجنة المنظمة للمهرجان لمشاركتها في المهرجان من خلال توفير خيمة لعرض منتجاتها اليدوية من الأواني الشعبية القديمة، والعطور، والبخور، وصناعات الخوص، والخياطة والتطريز. وأبانت "أم فهد" , أن مهرجان صبيا للتسوق والترفيه فتح لها نافذة أخرى في المحافظة، وأتاح لها عرض منتجاتها الغذائية وتقديمها للزوار الذين ينشدون أفضل ما لدى الأسر المنتجة, أما صاحبة ركن التحف وتغليف الهدايا زهراء غروي أشارت إلى الصناعات الحرفية تتميز بتكلفتها المنخفضة وعائداتها المرتفعة وساعدت بشكل ملحوظ في تمكين عمل المرأة وجعلها سيدة منتجة وفعالة في المجتمع وأسهمت في تحسين الدخل الأسري وتوفير فرص في سوق العمل. بدورها لفتت "أم حماده" إحدى المستفيدات من مشروع الأسر المنتجة، إلى أنها لا زالت تحافظ على بعض المشغولات القديمة وتحرص على عدم التفريط فيها, فيما بينت إحدى الزائرات للمهرجان أن معرض الأسر المنتجة المقام ضمن فعاليات المهرجان يهدف إلى تدريب وتأهيل الأسر المنتجة بمحافظة صبيا وتمكينها من مواجهة التحديات وإتاحة الفرص لعرض وبيع منجاتها، وإيجاد قنوات تسويقية للأسر المنتجة تضمن دخل مستدام وتوفر عائد اقتصادي للأسر المنتجة يسهم في إعالتها ونقلها من مستهلكة إلى منتجة، وتحفيز المجتمع لتأسيس الاستثمارات المنزلية وتأصيل التراث الوطني والمشغولات اليدوية وتعزيز الهوية الوطنية، إضافة إلى تشجيع ثقافة ريادة الأعمال .