يحاكي جناح منطقة القصيم في الجنادرية، عبر إحدى معارضه تاريخ الزمن الجميل للآباء والأجداد من "رجال العقيلات" الذي يعود تاريخهم لأكثر من 100 عام، وأسهموا بشكل فاعل ورئيسي في تجارة الإبل والخيل والغنم وشرائها من " سوق جردة " ببريدة الذي يعد من أهم الأسواق، حيث يقومون بشرائها ونقلها إلى الأسواق التجارية في البلاد العربية في الكويت والشام والعراق وفلسطين ومصر. وأطلق عليهم سابقا لقب " إعقيل معرّفَة السْلوم " بمعنى أنهم أعرف من أهل البلد ببلادهم ،واشتهرت مقولة أخرى عنهم "خليك عقيلي" وهذه الكلمة اشتهرت في البلدان العربية ومعناها "الصدق والأمانة والإخلاص والإيثار على النفس في جميع شؤون الحياة". والتقى مراسل وكالة الأنباء السعودية بالمشرف والباحث في شؤون العقيلات بجناح منطقة القصيم عبداللطيف بن صالح الوهيبي الذي أوضح أن المعرض يضم خريطة الطريق للعقيلات ومشاركاتهم الفعالة في رحلاتهم التجارية إلى مصر والأردن والرياض والدمام وأكثر من 120 صورة للعقيلات تبين أسمائهم وتاريخهم وتحركاتهم خلال تلك الفترة التي تمتد لأكثر من 100 عام، مؤكداً أن سبب تسميتهم بالعقيلات لأنهم تميزوا عن أهالي نجد بلبسهم للعقال الأسود حينما كان اللبس في تلك الفترة "العمائم، مفيداّ أن المعرض يستعرض ديوانية العقيلات في الشام والكويت ونموذج من تجارة الخيل، بالإضافة إلى عملهم الخيري بطبعهم الكتب الدينية. وأبان الوهيبي أن المعرض يبرز أكثر من 30 وثيقة و قطعة تاريخية يعود تاريخها إلى ما قبل عام 1200 للهجرة ، منها دفاتر مصاريف وبنادق وصحون للأكل وشداد الركوب على الإبل والدلال ودفتر العبور وتذكرة مرور بين البلدان العربية، مشيراً إلى أن رجال العقيلات يقومون برحلتين في العام، الأولى في فصل الشتاء يصدرون الإبل والخيل والغنم والسمن ويبيعونها في مختلف البلدان العربية حسب السوق الجيد، ويمكثون في تلك البلدان قرابة الثلاثة أشهر ومن ثم يقومون بجلب المواد التي لا توجد في بلادهم مثل الرز والسمن والشاي والبن والسكر والأواني المنزلية والخيام البيضاء والملبوسات الصيفية والشتوية المتنوعة، أما الرحلة الثانية فتنطلق في فصل الصيف والتي يجلبون من خلالها الإبل من السودان ويبيعونها في فلسطين وبلاد الشام والتي كانت من أفضل وسائل التجارة سابقاً. ولفت الباحث الوهيبي النظر إلى أن أدوار العقيلات لا تقتصر على التجارة فحسب بل كانوا خير سفراء لوطنهم المملكة العربية السعودية، حيث أسهموا بشكل مباشر في نقل الثقافة الدينية والاجتماعية والأخلاق الإسلامية الحميدة التي اشتهروا بها ويأتي في مقدمتها الصدق والأمانة والكرم والشجاعة والشهامة والسماحة في معاملتهم التجارية في البيع والشراء.