أكد نائب رئيس مجلس إدارة ( سابك ) الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة ( جيبكا ) تمتع قطاع صناعة البتروكيماويات والكيماويات في منطقة الخليج بنظرة مستقبلية قوية، ولكن التوقعات الجيدة لا تستمر إلى الأبد، ويتعين على هذا القطاع أن "يتهيأ" لمواكبة التطورات وأن يتحول بما يُمكنه من مواجهة التحديات المقبلة. جاء ذلك في كلمة القاها خلال المنتدى السنوي الثاني عشر للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، وركز على موضوع مؤتمر هذا العام، وهو "التحول في صناعة الكيماويات: بداية المسيرة" أمام جمع من قادة الصناعة. وبين البنيان أن قطاع صناعة البتروكيماويات والكيماويات شهد تحولات هيكلية سريعة في بيئة الأعمال، فمنذ حوالي ثلاث سنوات فقط، لم يكن أحد يتوقع التغيرات التي يشهدها هذا القطاع الآن. وأضاف قائلاً: "أعتقد أن هناك إمكانات هائلة لدى هذه الصناعة، ولكن جني فوائد هذه الإمكانات يتطلب منا إدراك أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وأنه يجب على اللاعبين أنفسهم أن يتحولوا لمواكبة هذا التغير , مبينا أن صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي تحتاج إلى أن تصبح أكثر مرونة، وسرعة، ونحن بحاجة إلى الاستثمار في مجالات التقنية والابتكار على النحو الصحيح الذي يساعدنا في تحقيق النتائج المرجوة. كما يجب الاهتمام بعمليات الاندماج وأخذ ذلك على محمل الجد". وأوضح التحديات المتسارعة التي تواجه هذه الصناعة تواجه تحديات متسارعة، نتيجة التطورات التقنية، وكذلك التطورات الاقتصادية الأخيرة على مستوى الولاياتالمتحدة، وأوروبا، والصين، وغيرها , وقال "إن الزمن يتغير بسرعة كبيرة، وعلينا أن نكيف أنفسنا مع ذلك بسرعة أكبر"، ويجب علي أعضاء الاتحاد أن يجدوا سبلاً أكثر فاعلية لإدارة التكلفة، والتأسيس لأداء عالمي على مستوى التصنيع التجاري، وسلسلة الإمدادات، والعمليات الفنية، والنظر بجدية في احتمالية التصفية والاندماج. وأضاف "إن التحول هو التغيير الجوهرى الذى يتعين على أرباب صناعتنا تبنّيه، حتى نتمكن من تخطي هذه الأوقات الصعبة والخروج منها أكثر قوة"، مضيفا إن التدابير الاستراتيجية التي نتخذها اليوم هي التي ستحدد وضعنا فى هذه الصناعة في المستقبل". كما استمع الحضور في المؤتمر إلى نائب الرئيس التنفيذي للمالية المهندس مساعد العوهلي، والذي شارك في حلقة نقاش حول أهمية السيطرة على المخاطر. وقال العوهلي: "إن الحوادث الكارثية لها تأثير مباشر على أرباح الشركة ويمكن أن يكون لها تأثير طويل الأجل، بل إن تأثير المخاطر يمكن أن يمتد إلى الإضرار بالهوية، وصعوبة توظيف المواهب المتميزة والحفاظ عليها، كما أنها يمكن أن تهدد ترخيص العمل". وقد نوه العوهلي إلى أن الأمر يتطلب ركيزتين أساسيتين لمنع حدوث مثل هذه العواقب، وهما: انتهاج القيادة لطريقة تفكير تتصدى للشعور الخادع بالرضا عن النفس؛ والحفاظ على القدرات المؤسسية التي تكتشف المخاطر باستمرار وتتحكم فيها. واستطرد قائلا : إن تحقيق ذلك يوجب على القادة والمؤسسات التركيز على استشعار جوانب الضعف، بما يودي إلى تسليط الضوء على أدوات اكتشاف المخاطر الديناميكية، والكشف المبكر عن المؤشرات، وقيادة التعلم الفعال في المؤسسة، مشيرًا إلى أن هذه الأدوات هي التي تكشف عن المخاطر أو "البقع العمياء." الجدير بالذكر أن الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) انطلق في عام 2006 كمنظمة ممثلة للقطاع في منطقة الخليج العربي تتبنى الاهتمامات المشتركة للشركات الأعضاء في الاتحاد، بالإضافة الى الشركات العاملة في قطاع إنتاج الكيماويات والصناعات والخدمات المساندة لها. وتساهم الشركات الاعضاء مجتمعةً بأكثر من 95% من مجمل إنتاج الكيماويات في دول الخليج العربي. ويعد هذا القطاع في الوقت الحاضر ثاني أكبر القطاعات الصناعية على مستوى المنطقة بمنتجات تصل قيمتها سنويًا إلى 108 مليارات دولار أمريكي.