أشاد مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة القصيم عبدالله بن محمد المجماج أن صدور الأمر الملكي الكريم بتشكيل لجنة عليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - لحصر قضايا الفساد العام ومكافحته ، مؤكدا أن الآثار المدمرة والنتائج السلبية المقيتة لتفشي ظاهرة الفساد تطال كل مقومات الحياة لعموم أبناء الوطن فتهدر الأموال, والثروات, والمقدرات, والوقت, والطاقات, وتعرقل أداء المسؤوليات وإنجاز الوظائف والخدمات وتشكل منظومة تخريب و إفساد وتسبب مزيدا من التأخير في عملية البناء والتقدم ليس على المستوى الاقتصادي والمالي فقط بل حتى في الحقل السياسي والاجتماعي والثقافي ، والفساد الإداري له آثار كبيرة على الدولة في كل قطاعاتها وبالتالي له تأثير مباشر في خفض وتقليص نوعية الخدمة التي تقدمها الدولة للمواطن بشكل عام ، يُعد الفساد انتهاكاً لمبدأ النزاهة، واعتداء على حقوق الغير، وخطراً يتهدد الجميع. وبين المجماج أن الإسلام يدعو إلى قيم الخير والصلاح ، ونبذ الشر والقضاء على المنكرات وإساءة استعمال الوظيفة العامة للكسب الخاص ، وقد تتعدد بواعث و عوامل الانحراف نحو الفساد لدى الإنسان من وجهة نظر الشرع الحنيف وتتنوّع مصادرها، فمنها ما ينبع من ذات الإنسان ومنها ما يكون خارجاً عنها كانعدام الوازع الدّيني وضعفه في النّفس الإنسانية وغريزة حبّ الشّهوات، والاستسلام لسوسة الشّيطان والاستكبار والشّراهة والجشع وقرناء السُّوء الذين يدفعون الإنسان لاقتراف المحظور والوقوع في الخطأ ، لقد جاءت الشّريعة الإسلامية بتشريعاتها الشّاملة تكافح الفساد والانحراف في المجتمع قبل وقوعه وبعده. وأبان أن أحكام الشّريعة الإسلامية بمجملها جاءت لتحقيق مصالح النّاس الدّينية والدّنيوية، ومن أهم هذه المصالح حفظ الضّروريات الخمس وهي الأمور الّتي لا تستقيم الحياة إذا فقد شيء منها، حيث يؤدّي فقدانها إلى فساد الحياة وهي: الدِّين ، النّفس ، العرض ، النّسل ، العقل والمال. وأشار إلى أن الأمّة أجمعت على تحريم الفساد بأشكاله وأنواعه ، ومن سلبيات انتشار الفساد في الدول حول العالم أنه معول هدم يقوض عملية البناء والتنمية وتطور البلدان ويحد الفساد من فرص الاستثمارات فيها حيث انه يعتبر أهم معوق في كافة المجالات ويحد من النمو الاقتصادي والتنموي فضلاً عن تأثيره المباشر على المكانة السياسية للبلاد بين دول العالم كذلك يسهم الفساد في عدم شعور المواطن بالأمن ويقلل وازع الانتماء والولاء للأوطان وإضعاف النفوس وتفشي التفاوت الاقتصادي الكبير بين مكونات المجتمعات ناهيك عن انتشار السمعة السيئة لتلك البلدان والذي سيؤدي بالحتمية في تسرب رؤوس الأموال للخارج وإحجام المستثمر الأجنبي عن الاستثمار فيها. وأضاف : أن المملكة العربية السعودية وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وبمتابعة حثيثة من ولي عهده الأمين ماضين في محاربة ظاهرة الفساد والحد من انتشارها ، وتعقب المفسدين في كل مكان وتقديمهم للعدالة بلا هوادة ، جاء ذلك من خلال إصدار مرسوم ملكي يقضي بإنشاء لجنة عليا برئاسة سمو ولي العهد وعضوية رئيس هيئة الرقابة والتحقيق ورئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد. وسأل الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لكل ما يحبه ويرضاه وأن يسدد على طريق الخير خطاهم.