افتتحت الهيئة العامة للغذاء والدواء، اليوم في مدينة الرياض، المؤتمر الإقليمي الثاني لمراكز التيقظ الدوائي بالدول العربية، برعاية معالي الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور هشام بن سعد الجضعي، وحضور نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الدواء سامي الصقر، والمدير التنفيذي للتيقظ وتقييم المنافع والمخاطر الدكتور عادل الهرف. وقال الدكتور الجضعي في كلمته خلال المؤتمر: "إن الهدف الأساسي للجهات الرقابية هو التأكد من فعالية وسلامة ومأمونية الأدوية، ولا شك أن سلامة الأدوية تبدأ قبل التسويق، لكن كما تعرفون توجد مشاكل وتحديات للدراسات التي تجرى قبل التسويق، من ضمنها صغر عينة المرضى، كما أن المرضى الذين يستخدمون الدواء بعد التسويق لديهم أمراض أخرى، لذلك نبعت أهمية وجود التيقظ الدوائي". ونوّه بالتقدم والتطور الذي تشهده الدول العربية فيما يتعلق بمراكز التيقظ الدوائي، مؤكداً أنها قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال، والدعم متبادل فيما بينها، مشيراً إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية تعمل على إنشاء قاعدة بيانات لإجراء دراسات وبائيات الأدوية، التي تعد رافداً أساسياً للتيقظ الدوائي. وأشار معالي الرئيس التنفيذي للهيئة إلى سعي المؤتمر إلى تبادل الخبرات العلمية والتطبيقية والممارسات الإيجابية، كما أن إمكانيات الهيئة العامة للغذاء والدواء، متاحة للمشاركين كافة للاستفادة منها اليوم ومستقبلاً. من جانبه أوضح الدكتور الهرف، أن التيقظ الدوائي أحد أبرز المهام التي تتولاها الجهات الرقابية لضمان مأمونية الأدوية وسلامتها، مضيفاً أن المؤتمر سيركز على لوائح التيقظ الدوائي الإقليمية والعالمية، وتطبيقات التيقظ الدوائي وأنشطته، مثل كشف الإشارة وخطط تقليل المخاطر، ومستجدات مراكز التيقظ الدوائي في المملكة وفي الدول العربية، وكذلك تواصل المخاطر، ودور الأبحاث في دعم القرار العلمي لمراكز التيقظ الدوائي. وأبان أن هناك ضمن البرنامج العلمي للمؤتمر ورشتي عمل ستعقدان لمناقشة مبادئ الوبائيات الدوائية، وطرق التعامل مع بلاغات الأعراض الجانبية وتقييمها، لافتاً الانتباه إلى حرص اللجنة العلمية على اختيار نخبة متميزة من المتحدثين في مجال التيقظ الدوائي، يمثلون العديد من الجهات ذات العلاقة كمراكز التيقظ في الدول العربية، ومنسوبي الجامعات، وممثلي عدد من الشركات الصيدلانية، وهم جميعاً ذوو خبرة واسعة في هذا المجال، ويشكل تواجدهم إضافة واضحة للبرنامج العلمي. من جهته، قدّم الخبير في التيقظ الدوائي البروفسور في كلية الصيدلة بجامعة فلوريداالأمريكية إبراهام هارتزيما، لمحة عن التيقظ الدوائي وارتباطه بالسلامة الدوائية، وطرق المراقبة النشطة لسلامة الأدوية بعد تسويقها. وسلّط الضوء على تجربة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في تأسيس نظام تحديد مخاطر الأدوية وتحليلها، مشيراً إلى أن هذا النظام يقدم أدلة على سلامة وفعالية الأدوية، كما يوضح البدائل الممكنة للعلاج، ما يساعد الممارسين الصحيين والمرضى على اتخاذ القرار الصحيح حيال استخدام الدواء المناسب. يذكر أن المؤتمر يشارك به خبراء في التيقظ الدوائي من دول عربية عدة، بينها الكويت، الإمارات، عمان، مصر، المغرب، والعراق، إضافة إلى متحدثين وأكاديميين وخبراء من المنظمات والشركات ومكاتب العمل والاستشارات العربية، ويهدف إلى تبادل الخبرات الإقليمية والمستجدات في مجال التيقظ والسلامة الدوائية، ومناقشة تطورات الوثيقة العربية لليقظة الدوائية، وبحث آلية للتعاون الإقليمي في مجال أنشطة التيقظ الدوائي، وفهم آليات تطبيق الخطط الاحترازية لتخفيض المخاطر كأداة فعّالة لتجنب الآثار الجانبية للأدوية والمستحضرات البيولوجية. ويبحث المؤتمر الاستفادة من مخرجات قواعد بيانات التيقظ الدوائي في الدول العربية كنواة للفرضيات البحثية في مجال الأمن الدوائي، ودور وسائل التواصل التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعية في توعية الممارسين الصحيين وأفراد المجتمع بأهمية التيقظ الدوائي، واستعراض قصص النجاح العربية في مجال التيقظ الدوائي، فضلاً عن توظيف التقنية الحديثة في تطوير العمل بوحدات التيقظ الدوائي بالدول العربية.