أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، أن الشركات السعودية والهندية في قطاع الطاقة يمكن أن تفتح معاً فرص نمو جديدة وهائلة، وأن تعزز التجارة والعلاقات الثنائية بين البلدين كجزء من الجهود الرامية إلى تحقيق الأهداف الاقتصادية والإنمائية طويلة الأجل. وقال الناصر في كلمته التي ألقاها اليوم خلال فعاليات منتدى أسبوع " سيرا للطاقة " المنعقد في الهند " إن رؤية المملكة 2030 "، ورؤية " الهند الجديدة " يمكن أن تساعد الشركات في كلا البلدين وعبر مختلف القطاعات للاستفادة من فرص النمو الجديدة والكبيرة التي ستوفرها هذه البرامج". وأفاد أن جوهر التنمية في كلا البرنامجين، هو التنمية الاقتصادية المتوازنة والمستدامة والتنويع، الذي يغذيه زيادة التصنيع، واقتصاد المعرفة، والاستثمار الأجنبي المباشر . وأوضح الناصر، الذي التقى برئيس وزراء الهند نارندرا مودي قبل المنتدى أن أرامكو السعودية تتطلع للاستثمار في جميع مراحل منظومة القيمة لقطاع التكرير والتسويق والكيميائيات، وتتطلع كذلك لعقد شراكات مع كبرى شركات الطاقة الهندية "مشيراً إلى أن أعمال الشراء الإستراتيجي لأرامكو السعودية من الشركات الهندية هي في نمو ويُتوقع لها الازدهار في السنوات القادمة. وأعرب عن تطلع أرامكو السعودية إلى تعزيز شراكاتنا في قطاع الطاقة الهندي التي تشمل الاستثمار في الأنشطة التي تدعم الاقتصاد الهندي وتُسهم في تعزيز مقاومته لتقلبات الأسواق، مثل أنشطة التكرير والتوزيع والبتروكيميائيات والقطاع الاستهلاكي. وأبان أن خلال الأعوام الستة الماضية، بلغت قيمة مصروفات الشركة على خدمات المواد من الهند ملياري دولار تقريباً، منها 1.3 مليار دولار خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مبينًا أن أرامكو السعودية تدرك تميز رأس المال البشري والفكري في الهند الذي يُعد مُحركًا للابتكار في العالم. وأكد الناصر أن أرامكو السعودية على أتم الاستعداد للإسهام في النمو في الهند، التي يتوقع أن يحتل اقتصادها المرتبة الثانية بعد الصين بحلول عام 2050م، بفضل ما يملكه من قوة عاملة هي الأكبر حجماً والأصغر سناً على مستوى العالم. وتابع قائلاً: " لهذا السبب فإنني على قناعة تامة بأهمية الارتقاء بالعلاقة بين المملكة والهند إلى مستوى أعلى بكثير من المستوى الحالي، فالهند هي أسرع الاقتصادات نمواً على مستوى العالم، والمملكة العربية السعودية هي مورد الطاقة الأكبر والأقل تكلفة والأعلى موثوقية عالمياً، وهناك فرصة للشراكة والتكامل الاقتصادي بين البلدين الكبيرين، ولعل أحد أهم مقومات ذلك النمو هو حملة "اصنع في الهند، التي وضعت بهدف جعل الهند مركزًا عالمياً للتصنيع. وأضاف قائلاً:" في العام الماضي، ارتفع استهلاك النفط في الهند بنسبة تزيد على 8% مقارنة بنسبة نمو عالمي لا تزيد على 1.5% ، مما جعلها ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، وبحلول عام 2040م، من المرجح أن تكون الهند من بين أسرع أسواق النفط نمواً، حيث سيتضاعف الطلب تقريبًا ليصل إلى نحو 10 ملايين برميل في اليوم، وفي الوقت نفسه، تشير التوقعات إلى أن الطلب على الغاز سيرتفع بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال الفترة نفسها. وأكد الناصر أن هذا الارتفاع في الطلب على الطاقة سينعكس على أمن إمدادات الطاقة، لافتاً إلى أن هذا الأمر سيتطلب شراكة أقوى بين الهند وموردي النفط والغاز الذين تتعامل معهم (والمستثمرين المحتملين) من أجل إيجاد قطاع طاقة يتسم بالفعالية والقوة، عادًا افتتاح مكتب أرامكو آسيا الجديد في الهند يوم أمس يشكل دلالة واضحة على التزام أرامكو السعودية بالإرتقاء بالشراكات القائمة مع الهند وإقامة شراكات جديدة. واختتم الناصر حديثه بالقول " جاء افتتاح مكتب أرامكو آسيا الهند تتويجا لجهود بذلتها الشركة على مدى سنوات لتعزيز شراكتنا مع الهند وتعميقها ؛ وهو بداية جديدة لمرحلة أكبر تجاه أمن الطاقة والتنمية في الهند ؛ والمساعدة في تعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين و رفع قيمته لأكثر من 25 مليار دولار المسجلة اليوم ". يذكر أن المهندس أمين الناصر كان أحد المتحدثين الرئيسيين خلال فعاليات المنتدى، إلى جانب معالي وزير البترول والغاز الطبيعي وتنمية المهارات وريادة الأعمال الهندي شري دارميندرا برادهان ؛ والأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط ، محمد سنوسي باركيندو، كما شارك الناصر في وقت سابق من اليوم، في جلسة حضرها معالي رئيس وزراء الهند، نارندرا مودي.