تمكن فريق طبي سعودي من وحدة زراعة القوقعة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام لأول مرة من إجراء عمليتين جراحيتين لزراعة قوقعة ثنائية إلكترونية في الأذنين لطفل وشاب سعوديين. وأكد المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور يزيد العوهلي عن كامل دعمه لبرنامج زراعة قوقعة الأذن الداخلية، مؤكداً أن المستشفى حقق قفزات نوعية بإجراء جراحات دقيقة في العديد من برامج الزراعة عكست إيجابياً على المرضى وذويهم وأسهمت في عودتهم إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل، والفضل في ذلك يعود بعد الله إلى الدعم والاهتمام والمتابعة المستمرة التي نحظى بها من وزارة الصحة كمستشفى تخصصي بالمنطقة الشرقية، وما يمتلكه المستشفى من النخب الطبية المتخصصة والإمكانيات والتقنيات العالية المتقدمة والتي تسهم مجتمعة في تحقيق الإنجازات الناجحة والمميزة في إجراء العمليات البالغة الدقة والتعقيد. وأوضح رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور مساعد الزهراني أن كلا العمليتين تُجرى لأول مرة على مستوى مستشفى الملك فهد التخصصي ومستشفيات وزارة الصحة بالمنطقة الشرقية، إذ كان يتم في السابق زراعة قوقعة إلكترونية واحدة لأحد الأذنين، ولكن مع التوصيات العالمية في مجال أجهزة السمع والاستفادة من الأجهزة المتطورة المزروعة في القوقعة، والتقنيات الجراحية المستحدثة بالنسبة للمرضى المرشحين والمتلقين لزراعة القوقعة، تمكنا من تطبيق تقنية زراعة القوقعة في كلتا الأذنين وبنفس الوقت، إذ يُعد ذلك الحل المثالي لاستعادة السمع بطريقة متكاملة، حيث أن الزراعة في الجهتين تساعد الأذن الثانية على استثارة وتنشيط الأعصاب المسؤولة عن السمع في الدماغ . وقال " أجرينا العملية الأولى لطفل يبلغ من العمر عامين ويعاني من صمم شديد منذ الولادة، حيث تمكن الفريق الطبي الجراحي من زراعة قوقعتين الكترونيتين للطفل بنفس الوقت، فيما أجريت العملية الأخرى بنفس الطريقة لشاب عشريني مصاب بفقدان السمع بسبب كسر في القوقعة نتيجة تعرضه لحادث وهو في عمر العاشرة، وقد تمت العمليتين بفضل الله بنجاح حيث أجريت أثناء العملية كافة الاختبارات للتأكد من صحة موقع القوقعة. وأضاف بإمكان المريض بعد زراعة القوقعة في كلتا الأذنين القدرة على السمع واستقبال الأصوات بدقة ووضوح أكبر مقارنة بمن يستخدمون قوقعة واحدة، إذ أن سماع الصوت بكلتا الأذنين يتحسن بشكل أفضل مما يعطي تأثيراً إيجابيا على السمع، فيساعد على سماع الكلام بصوت منخفض عن بعد، إضافة إلى تمكن المريض من فصل الأصوات عن الضوضاء المحيطة، وتحديد الاتجاه الذي يأتي منه الصوت. وأشاد رئيس برنامج زراعة القوقعة واستشاري الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور حازم العيد بالجهود المتكاتفة والإنجازات المتتابعة لفريق العمل في سبيل تشخيص وعلاج وتأهيل حالات ضعف السمع الشديد إلى الحاد للصغار والكبار ممن فقدوا سمعهم لأسباب مختلفة، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يضاف إلى رصيد الإنجازات السابقة لبرنامج زراعة قوقعة الأذن الداخلية، مؤكداً أن جميع العمليات التي أجريت كانت ناجحة حيث استطاع المرضى الكبار خلال أسبوع من إجراء الزراعة استعادة المريض السمع، فيما احتاج الأطفال إلى تقييم النطق من قبل اختصاصي السمع والتخاطب، في مرحلة امتدت إلى ستة أشهر.