نجح فريق طبي متخصص في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام في زراعة 16 قوقعة أذنٍ إلكترونية خلال العام الماضي ل 16 مريضاً كانوا يعانون من مشكلاتٍ في السمع وعدم القدرة على التخاطب. وأوضح رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة المشرف على برنامج زراعة القوقعة في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور علي المؤمن أن برنامج زراعة القوقعة الإلكترونية من البرامج التخصصية المتكاملة التي يقدمها مستشفى بهدف رعاية وعلاج ما يصل الى / 43 / حالة سنوياً في المنطقة الشرقية . وبين أن جميع الحالات التي تمت فيها زراعة القوقعة الإلكترونية لدى قسم الأنف والأذن والحنجرة لم تحدث لها أيّ مضاعفات جانبية ، حيث تمت متابعتها وتأهيلها ضمن برنامج التأهيل التابع للمستشفى ، مشيراً إلى أن نجاح عملية الزراعة يعود بعد توفيق الله عز وجل إلى الاستمرار في عملية التأهيل السمعي بعد العملية الذي يحتاج عادةً إلى جهود مضاعفة من العائلة لمدة تزيد على العام ، كما أن الإهمال قد يؤدي في الغالب إلى فشل عملية الزراعة. وأفاد الدكتور المؤمن أن زراعة القوقعة الإلكترونية تتم عن طريق زرع جهاز مؤلف من قسمين , قسم داخلي يتم تثبيته داخل قوقعة الأذن الداخلية وقسم خارجي يشبه السماعة الطبية ويتصلان مع بعضهما بواسطة مغناطيس ، ويتم تثبيت الجزء الداخلي للجهاز داخل الأذن ليقوم بإرسال ذبذبات كهربائية مباشرة إلى أعصاب الأذن الداخلية لتنبيه العصب السمعي من خلال القوقعة الإلكترونية. وأشار المؤمن أن هذه العملية تُستخدم في الغالب لحالات الضعف السمعي العصبي الحاد والعميق المصاحب لعدم القدرة على التخاطب خاصة عند أولئك الذين لم يستفيدوا من المُعينات السمعية (السماعات) لما لا يقل عن 6 أشهر. وقال إن القوقعة الإلكترونية يمكن أن تسهم في تحسين القدرة على سماع الأصوات المحيطة بالمريض وتطوير مهارات النطق لديه ، وبالتالي تيسير قدرته على الاندماج في المجتمع بما يسر للطفل الانخراط في مدارس التعليم العام عوضاً عن التعليم الخاص , مؤكداً على أن القوقعة الإلكترونية يمكن أن تبقى في خدمة مستخدمها مدى الحياة حيث لا يحتاج المريض إلى تغييرها خلال فترة النمو ، مبيناً أن الاستفادة القصوى منها تتحقق متى ما كان اكتشاف الضعف السمعي مبكراً ومتى ما تعاونت العائلة مع الطفل في عملية التأهيل. وأشاد رئيس قسم الأنف والأذن والحنجرة المشرف على برنامج زراعة القوقعة بالفريق الطبي الذي يرأسه في برنامج زراعة القوقعة في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الذي أسهم في نجاح عمليات الزراعة التي أجريت ، منوهاً بالدور الذي نهضت به أخصائيات السمعيات اللواتي قمن بتقويم مستوى السمع عند المرضى وقياس مدى استفادتهم من المُعينات السمعية ، وكذلك بالدور الذي قامت به أخصائيات أمراض التخاطب والنطق والأخصائية النفسية لتقويم سلوك ونفسية المريض ومستوى ذكائه. وحث الدكتور علي المؤمن أخصائيي الأنف والأذن والحنجرة وأخصائيي السمعيات في جميع مستشفيات المنطقة الشرقية على تحويل مرضى الأمراض السمعية الحادة الذين يراجعونهم إلى برنامج زراعة القوقعة الإلكترونية في مستشفى لتقديم الرعاية الطبية المتكاملة لهم من خلال التقويم والتشخيص الدقيق للحالة ، والاستفادة من عملية الزراعة والتأهيل التي يتضمنها البرنامج.