شارك مجلس الشورى الشعب البوسني إحياءه الذكرى السنوية لمذبحة سربرينتشا التي ارتكبتها القوات الصربية عام 1995م, وذهب ضحيتها نحو 8 آلاف من أبناء المسلمين البوسنيين ونزوح عشرات الآلاف من المدنيين, وعدت حينها من أفظع المجازر الجماعية التي شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وضم وفد مجلس الشورى في الحفل الذي أقيم أمس في سراييفو برئاسة عضو المجلس رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السعودية البوسنية الدكتور عبدالله بن حمود الحربي وعضو مجلس الشورى الدكتور سلطان بن سعد آل فارح. وأكد الدكتور عبدالله الحربي في كلمة خلال الحفل أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - كانت ولاتزال سنداً وعوناً للدول الإسلامية، وأن المملكة مستمرة في تنمية علاقات صادقة وودية مع البوسنة والهرسك، واحترام سيادتها ووحدة أراضيها، مشيداً بالتنوع القومي والتعايش السلمي المشترك بين أبناء شعبها بجميع انتمائهم. وقال الحربي: إننا نتطلع إلى انتشار الوسطية الإسلامية ومحاربة الإرهاب والتطرف بأشكاله كافة، وامتداد الأمن والاستقرار لكل شعوب العالم، والتعايش جنباً إلى جنب مع جميع الأديان والثقافات والحضارات، والى القضاء على الفقر والجهل اللذان يعدان من الأسباب الرئيسة في معظم مشاكل العالم المعاصر، كما نتطلع إلى إبراز سماحة الإسلام من منطلق الآية الكريمة، ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )." من جهة أخرى التقى وفد مجلس الشورى بمعالي رئيس مجلس النواب في برلمان البوسنة والهرسك شفيق جعفيروفيتش، والنائب الأول لرئيس مجلس الشعوب عضو لجنة الصداقة البرلمانية البوسنية السعودية صافت صوفتيتش. وأكد رئيس الوفد الدكتور عبد الله الحربي أن المملكة ملتزمة بالسياسة الحكيمة التي تميزت قيادتها بنظرة ثاقبة تتطلع نحو المستقبل الآمن والمزدهر لأبنائها والشعوب الشقيقة والصديقة،مشيراً إلى الدبلوماسية المحنكة للمملكة مع الردع الحاسم لكل أساليب الإرهاب وأشكاله وهي في هذا الصدد دعت إلى تشكيل التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب وتخوض ردعاً للإرهاب والتطرف من خلال "عاصفة الحزم". وفي مجال مكافحة الإرهاب وفكره المتطرف أشار إلى دعم المملكة لبناء مركز الأممالمتحدة في فيينا لمحاربة الإرهاب وأوجه محاربة الأفكار المتطرفة التي عملت المملكة على دعمها من خلال الأممالمتحدة والدعوة للحوار بين الحضارات وأتباع الأديان وغيره من المناشط التي كانت المملكة ولا تزال رائدة في السير بها متطلعة إلى عالم آمن ومستقر خال من الفتن والإرهاب. كما تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ولاسيما العلاقات البرلمانية بين مجلس الشورى والبرلمان البوسني. حضر الحفل واللقاءين سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البوسنة والهرسك هاني بن عبد الله مؤمنه.