قام صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد رئيس لجنة الدعوة بإفريقيا, والوفد المرافق له اليوم, بزيارة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي, ضمن فعاليات الملتقى السادس والعشرين للجنة الدعوة في أفريقيا, التقوا خلالها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس . وفي بداية اللقاء, ألقى الشيخ السديس كلمة تحدث فيها عن محبة إفريقيا ومكانتها وتاريخها في خدمة الإسلام على مر العصور, وأوصاهم بالتمسك بالعقيدة السمحة وعبادة الله سبحانه على ضوء ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وما مضى عليه صحابته الكرام من بعده رضوان الله عليهم أجمعين . وأكد معاليه أن أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة, الذين أخبر النبي صلى الله عنهم بأنهم يسيرون على طريقته وأصحابه الكرام دون انحراف ؛ فهم أهل الإسلام المتبعون للكتاب والسنة ، المجانبون لطرق أهل الضلال, وقال :" لقد سما أهل السنة لاستمساكهم واتباعهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم . وسموا بالجماعة ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في إحدى روايات الحديث السابق : " هم الجماعة ", ولأنهم جماعة الإسلام الذي اجتمعوا على الحق ولم يتفرقوا في الدين، وتابعوا منهج أئمة الحق ولم يخرجوا عليه في أي أمر من أمور العقيدة, وهم أهل الأثر أو أهل الحديث أو الطائفة المنصورة أو الفرقة الناجية. وحذر معاليه من الجماعات التي تسلك مسلك العنف المعروف بالإرهاب, وكذلك الجماعات التي تقدح في كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم, وعلى عدم التجرؤ بالفتوى واتِّباع الأهواء, وأن ديننا الحنيف حثنا على حفظ المقاصد الخمس، كما حث معاليه على اتباع أهل العقيدة الصحيحة . وأوضح الدكتور السديس أن من خصائص أهل السنة والجماعة أنهم أهل الوسط والاعتدال فلا إفراط ولا تفريط ولا غلوٌ في دين الله، وأهل السنة والجماعة يستقون الأحكام والمنهج من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأهل العقيدة يتركون الخصومات في الدين ومجانبة أهلها, وترك الجدال في ما ليس بحق، وأهل السنة والجماعة هم القدوة الصالحة الذين يهدون للحق ويرشدون إلى الطريق المستقيم؛ بثباتهم على الحق وعدم تقلبهم واتفاقهم على أمور العقيدة، ويتسمون بمحبتهم لبعضهم البعض, وتراحمهم وتعاونهم فيما يرضي الله - عز وجل -، وأن من صفاتهم أيضاً أنهم أحسن الناس أخلاقاً ، وأوسعهم أفقاً، وأبعدهم نظراً، وأرحبهم بالخلاف صدراً، وأعلمهم بآدابه وأصوله. و قد أثنى معالي الرئيس العام على ما تقدمه لجنة الدعاة في إفريقيا وفق مقدمتهم صاحب السمو الأمير بندر بن سلمان بن محمد, داعياً المولى - عز وجل - أن يسددهم ويوفقهم لكل خير, ثم قدم معاليه هدية تذكارية لسمو رئيس اللجنة مقدمة من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي. يذكر أن ضيوف خادم الحرمين الشريفين هم من ست وأربعين دولة إفريقية وهم من كبار الدعاة والعلماء ومديري الجمعيات الإسلامية والمراكز في القارة الإفريقية .