انطلقت اليوم أولى جلسات الدورة الثانية من مؤتمر" الهوية والأدب" الذي ينظمه نادي أبها الأدبي في فندق قصر أبها وخصص هذا العام لقراءات نقدية في علاقة السرد بالهوية ( السرد في منطقة عسير) . وحملت الجلسة الأولى للمؤتمر عنوان" آفاق نظرية" وترأسها نائب رئيس أدبي أبها الدكتور محمد يحيى أبو ملحة، حيث قدم الدكتور حسن الهويمل ورقة بعنوان" الهوية بين الاستبطان والتشخصن" خلص فيها إلى تعاريف عديدة لمفهوم الهوية ، مشيرا إلى أنها تتغير مع الزمن ، وأن مفهوم " الهوية الأممية" مفهوم غير دقيق ،ولا يمكن تحققه على أرض الواقع، فهو لن يلغي الهويات الخاصة التي تتميز بها الدول والمناطق الجغرافية المختلفة ، مضيفا أنه من الممكن أن تعدد الهويات وتتعايش وتنسجم بشكل إيجابي داخل المجتمع الواحد . بعدها قدم الأكاديمي والناقد الدكتور صالح بن الهادي رمضان، ورقة عن " الهوية وإنشائية السرد " ، أشار فيها إلى أن "هوية الفعل السردي" هي الهوية التي تبني خصوصية العالم الروائي بما فيه من مكوّنات، أوّلها أو منطلقها الراوي، وليس المروي له آخرها أو خاتمة مطافها، مضيفا "هي الهوية التي نجدها في منعطفات التخييل الذاتي الساعي إلى فهم الذات الكاتبة من خلال حركة السرد، فالسرد ،هو محاولة نسبية لإعادة بناء هوية الذات ". كما قدم الدكتور محمد الداهي ورقة بعنوان "تأملات في الهوية السردية" ذكر فيها أن السرد هو الذي يمنح للهوية وجودا ومعنى، ويشخص ملامحها ، مضيفا أن السرد "يملأ ثغرات الزمنية،ويستعان به أيضا لتصحيح ما تعرضت له الهوية والذاكرة من تشويه وتزييف لبواعث إيديولوجية أو أخلاقية. واستشهد الدكتور الداهي ببعض الأفلام والأعمال الدرامية التي رأى أنها عززت الهوية لدى بعض الشعوب وساعدتها في نشر ثقافتها وهويتها على أوسع نطاق في العالم. وجاءت الورقة الأخيرة بعنوان " جدلية الكائن والممكن في بنية الخطاب السردي" قدمها الدكتور عبدالواسع الحميري الذي درس الخطاب السردي في عسير وتوصل إلى نتيجة مفادها أن لهذا الخطاب خطان الأول في محاكاة الواقع وإعادة إنتاجه- أحداثاً وأشخاصاً وأوضاعاً- بطرائق وأساليب مختلفة, تكشف عن موقف رافض له، بحيث يغدو النّص السّرديّ بمثابة المرآة التي تعكس – بصورة ما – قضايا الواقع الحيّ بكلّ تفاصيله, أو بكلّ قواه الفاعلة والمغيّبة عن الفعل فيه. أما الخط الثاني فيتمثل في التّعبير عن موقف رافض له, داع إلى تجاوزه, أو إلى القطيعة معه ومع كلّ منطق يحكم مسيرة الحياة في إطاره. ويعبّر هذا الشّكل عن نفسه, هو الآخر, بأشكال وطرائق مختلفة, من بينها شكل الرّفض المباشر أو شكل الاحتجاج أو شكل المفارقة السّاخرة منه. وسبق الجلسة الأولى جلسة خاصة عن الأديب أحمد بن إبراهيم مطاعن ( شخصية العام الأدبية 2017 ) تحدث فيها عضو أدبي أبها الدكتور صالح أبوعراد عن السمات الشخصية والأدبية للأديب الرائد "مطاعن" ، مؤكدا حرصه على دعم المبدعين الشباب ، منذ بدأت علاقته بالساحة الأدبية قبل أكثر من 50 عاما، تلا ذلك الأديب علي الحسن الحفظي الذي قال إن للأديب مطاعن بصمات كبيرة على الساحة الثقافية السعودية بشكل عام وفي منطقة عسير بشكل خاص . ثم قدمت عضوة مجلس إدارة أدبي أبها الدكتورة مريم الغامدي ورقة عن "السمات الفنية لشعر مطاعن" حيث وصفت نصوصه بأنها ذات نزعة إنسانية خالصة . ثم قدم رئيس نادي المنطقة الشرقية الأدبي محمد بودي ورقة تحدث فيها عن مسوغات فوز مطاعن بهذا اللقب الذي أقره مجلس رؤساء الأندية الأدبية ، مشيرا إلى أن من أبرز تلك المسوغات هي إسهام "مطاعن" في الإنتاج الثقافي بعدد من المؤلفات الإبداعية والثقافية في فترة مبكرة من الحركة الأدبية في المملكة، وتواصل نشاطه الثقافي بروح إيجابية ومسؤولية إلى اليوم، وإسهامه في العمل الثقافي المؤسسي من خلال قيامه بمهام نائب رئيس نادي أبها الأدبي منذ فترة التأسيس 1398ه ، إضافة إلى استمرار عطائه تواصلا وحضورا وتفاعلا مع أدبي أبها وإداراته المتعاقبة على مدى 40 عاما .