وصف معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان ظاهرة حوادث المرور في العالم العربي بأنها من أخطر المشكلات التي يُواجهها المجتمع العربي لما لها من انعكاسات نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية وخيمة . ودعا في بيان له اليوم بمناسبة أسبوع المرور العربي الذي يحتفى به من الرابع إلى العاشر من مايو الحالي إلى ضرورة الوقوف صفًا واحدًا أمام هذه المعضلة المرورية على المستويين الوطني والدولي من أجل إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف من آثارها وانعكاساتها المؤلمة . واستعرض في السياق البيانات الإحصائية الصادرة عن تقارير منظمة الصحة العالمية حول حوادث السير التي تتسبب سنويًا في مقتل 25ر1 مليون شخص ، لافتًا الانتباه إلى أن أكثر من 90 في المئة من الوفيات الناجمة عن إصابات حوادث المرور تحدث في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل وأن الإصابات الناجمة عنها في العالم تقدر تكلفتها بأكثر من 500 مليار دولار سنويًا . وأكد أن هذه الإصابات تُفرض أعباء ثقيلة خاصة على الموارد المالية للأسر المصابة إضافة إلى عبء رعاية الأفراد المصابين بالعجز ، مشيرًا إلى ما كشفته بعض التقارير الدولية من أن حوادث المرور تكلف البلدان 3 في المئة من الناتج القومي الإجمالي . وأفاد الدكتور كومان ، إن العالم العربي يأتي في أوائل سلم الجداول من حيث حوادث المرور في العالم إذ تسبب سنويًا في مقتل أكثر من 26 ألف شخص فضلًا عن الخسائر الاقتصادية التي تقدر ب 25 مليار دولار سنويًا مما يُشكل خطرًا حقيقًا على المواطن وأحد المعوقات الرئيسية للتنمية في ظل الحاجة الماسة لدى المجتمع إلى جهود أبنائه وللامكانيات والثروات ، داعيًا إلى إعادة النظر في كل البرامج والاستراتيجيات الموضوعة وإيجاد الحلول الجذرية والناجعة لإيقافها والحد منها . إلى ذلك ، نوه بالجهود التي تقوم بها أجهزة المرور العربية في مواجهة معضلة حوادث الطرق من أجل المحافظة على نظام السير في الطرقات العامة والحد من وقوع الحوادث وتوعية السائقين وضبط المخالفين منهم مما يجعل وظيفة رجل المرور من أسمى الوظائف التي تهدف للمحافظة على أرواح المواطنين . وأشار إلى أن الدول الأعضاء تحيي أسبوع المرور العربي هذا العام تحت شعار " رجل المرور منكم ولخدمتكم " لتحسيس المواطن العربي بدور وأهمية رجل المرور وتسليط الضوء على عمله وإبراز العلاقة التشاركية الوطيدة بين جهاز المرور والمجتمع . وشدد على أن جهاز المرور ليس المعني الوحيد بالسلامة المرورية محملًا القطاعات في الدولة كافة والمجتمع مسؤولية الإسهام في تحقيق السلامة المرورية على الطرق فيما جهاز المرور لايعدو كونه عنصرًا من عناصر المنظومة المرورية الذي يسعى بكل إمكانياته إلى إنفاذ القوانين والتشريعات المتعلقة بالسلامة المرورية وتوعية الفرد والمجتمع بالأنظمة واللوائح المحققة للسلامة المرورية على الطرق . وتطرق الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب إلى الأهمية التي أولاها مجلس وزراء الداخلية العرب لموضوع السلامة المرورية في الوطن العربي حيث قام بوضع استراتيجيات وخطط مرحلية لمواجهة هذه المعضلة مثل الإستراتيجية العربية للسلامة المرورية والخطط المرحلية لتنفيذها والتي كان آخرها الخطة المرحلية الخامسة التي شرع في تطبيقها منذ سنتين لاتخاذ كل ما من شأنه الحد من الحوادث المرورية وحماية الشعوب العربية من ماسيها وانعكاساتها . ولفت في السياق إلى أن الأمانة العامة عقدت حتى الآن 16 مؤتمرًا عربيًا لرؤساء أجهزة المرور في الدول العربية خرجت بتوصيات تصب في الحد من هذه المعضلة بالتركيز على العنصر البشري من خلال توعيته وتثقيفه وتبصيره لقواعد المرور استنادًا على برامج فعالة تصل إلى شرائح المجتمع كافة .