شدد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان على ضرورة أن تكون الجهود المبذولة للحد من حوادث المرور في إطار شامل متجدد تتكامل فيه جهود مؤسسات الدولة مع مبادرات المجتمع المدني ، وذلك بغية تأسيس سلوك حضاري جديد في استخدام المركبة يكون متناسقاً مع أنظمة المرور ومتفاعلاً مع البرامج الوقائية . وأكد معاليه في كلمة بمناسبة أسبوع المرور العربي أن الجميع معنيٌ بتطبيق قواعد السلامة المرورية وأنظمتها في كل وقت وأنها ليست مرتبطة بمناسبة معينة أو وقت معين ، مشيراً إلى أن الجهود التي تبذلها أجهزة المرور في الدول العربية لتطبيق قوانين المرور وإن كانت صارمة في بعض الأحيان ، فإنها تهدف للحفاظ على حياة الفرد وسلامته وتسعى لتأمين المجتمع وما يمتلكه من مقدرات وإمكانيات , وذلك من خلال حرصها الدائم على خفض معدلات حوادث المرور وتخفيف الأضرار الناجمة عنها. وعد الدكتور كومان الاحتفال بأسبوع المرور العربي مناسبة لتكثيف حملات التوعية المرورية ولتنمية الحس الوطني لدى مستعملي الطريق والتذكير بمخاطر الطريق وبالقوانين المنظمة للسير ، عبر تبني شعار واحد في الوطن العربي كله يركز على بعد معين من أبعاد المعضلة المرورية , مؤكداً أن الاحتفال بهذا الأسبوع تحت شعار "سلامتك تهمنا" جاء للتأكيد على أن سلامة مستعمل الطريق شأن لا يخصه لوحده بل مسألة تهم الجميع , فهي تهم أفراد أسرته وأقاربه وجيرانه وأصدقائه وزملائه ومجتمعه , الأمر الذي يستوجب ضرورة شعور الإنسان بمسؤوليته تجاه نفسه وتجاه الآخرين . وشدد معاليه على أنه ونظراً لكون حوادث المرور ليست مرتبطة بفترة دون أخرى، فإن برامج التوعية بخطورتها ينبغي ألا تقتصر على أسبوع المرور العربي ، مؤكداً ضرورة أن تواصل الحملات والأنشطة التوعوية على طول العام وبنفس الحماس والإرادة والمسؤولية حتى يتم الحد أو التخفيف من هذه الكوارث، لما فيه سلامة الأوطان العربية ومواطنيها. وأكد معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب أن المجلس يولي أهمية بالغة لموضوع السلامة المرورية في الوطن العربي , مستعرضاً الجهود التي يبذلها المجلس في هذا الإطار , ومن بينها الإستراتيجية العربية للسلامة المرورية لسنة 2002م والخطة المرحلية الخامسة التي شرع المجلس في تطبيقها السنة الماضية , إلى جانب عقد الأمانة العامة للمجلس حتى الآن (15) مؤتمراً عربياً لرؤساء أجهزة المرور في الدول العربية ، خرجت جميعها بتوصيات تهدف إلى الحد من هذه المعضلة ، من خلال التركيز على العنصر البشري وتوعيته وتثقيفه وتبصيره بقواعد المرور عبر برامج فعالة تصل إلى كافة شرائح المجتمع. وأشار معاليه في ختام كلمته إلى أن اعتماد المجلس لهذا الأسبوع الذي يقام خلال الفترة من 4-10 مايو من كل عام ، جاء بهدف توعية المواطن العربي بأهمية احترام وتطبيق قواعد المرور ، وتنمية إحساسه بمسؤوليته المشتركة تجاه تحقيق السلامة المرورية ، وإشراك مختلف فعاليات المجتمع من مؤسسات دينية وإعلامية واجتماعية وتعليمية وغيرها ، في الجهود المبذولة للتوعية بأخطار هذه الحوادث وتفادي ويلاتها.