دعا معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان إلى إعادة النظر في كل البرامج والاستراتيجيات الموضوعة لمعالجة ظاهرة ازدياد الحوادث المرورية في الوطن العربي, مشيراً إلى أن هذه الحوادث وآثارها الوخيمة لا تزال في تفاقم في مختلف الدول العربية ؛ إذ تخلف سنوياً مقتل أكثر من 26 ألف شخص وما يناهز ال 25 مليار دولار , مما يجعلها تشكل مصدراً حقيقياً للخطر وباعثاً جدياً على القلق. وأكد كومان أن مجتمعاتنا العربية السائرة على درب التقدم والازدهار في غنى عن هذه الآفة التي تعطل مسار التنمية وتهدر طاقات بشرية وموارد مالية هي في أمس الحاجة إليها , مشدداً على أن أول ما ينبغي الاهتمام به في هذا الجانب هو العنصر البشري الذي يشكل السبب الرئيس في حوادث المرور ؛ إذ يتسبب العنصر البشري في ما لا يقل عن 86% من حوادث السير ، في حين يتسبب خلل المركبات بنحو 6% وعيوب الطرق بنحو 5% ، وتبقى النسبة الباقية لعوامل الطقس وأسباب أخرى. وأفاد معاليه أن مسؤولية العنصر البشري لا تنحصر في السائقين فحسب , بل تتعدى ذلك إلى مستخدمي الطريق الآخرين خاصة المشاة الذين تقع عليهم مسؤولية كبيرة في احترام قواعد السير والتقيد بأنظمته. وأكد أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب في كلمة بمناسبة أسبوع المرور العربي الذي تنطلق فعالياته من الرابع وحتى العاشر من شهر مايو الحالي تحت شعار : " ابدأ بنفسك ... كن ملتزماً " , أن شعار الأسبوع جاء تأكيداً على أهمية إبراز السلامة المرورية بوصفها مسألة التزام وانضباط قبل أي شيء ، وأن كل فرد مسؤول عن تحقيق هذه السلامة من خلال استخدام الطريق أو المركبة استخداماً أمثل وباحترام القوانين والتشريعات. وأشار في هذا الصدد إلى ما يوليه مجلس وزراء الداخلية العرب من اهتمام بالغ بالعنصر البشري في السلامة المرورية , حيث تجلى ذلك في كل الاستراتيجيات والخطط التي وضعها المجلس لمواجهة المعضلة المرورية والتخفيف من تأثيراتها ، مبرزاً في هذا السياق الاستراتيجية العربية للسلامة المرورية لعام 2002م ، التي هدفت إلى حماية المجتمعات العربية من الآثار الناجمة عن حوادث المرور , حيث تضمنت بنوداً خاصة بالعنصر البشري وتوعيته بكل الجوانب المتعلقة بالمرور لضمان احترام وتطبيق القواعد المرورية ، وتنمية إحساس المواطن العربي بمسؤوليته المشتركة تجاه تحقيق السلامة المرورية ، وتحسين مستوى أداء العاملين في مجال المرور , مفيداً أن الحال ينطبق كذلك على الخطط المرحلية الخمس التي تم وضعها حتى الآن لتنفيذ الاستراتيجية العربية للسلامة المرورية ، حيث لم تخل أي منها من برامج محددة تهتم بتوعية الأفراد وحملهم على السلوك المروري القويم. واستطرد يقول : "لقد دفعت القناعة بأن المشكلة المرورية هي مشكلة سلوكية بامتياز، المؤتمر العربي الخامس عشر لرؤساء أجهزة المرور الذي انعقد في تونس خلال عام 2014م، إلى اتخاذ توصية بتنظيم سنة عربية للمرور، تكون مناسبة لنشر مبادئ ومفاهيم الثقافة المرورية وتكثيف حملات التوعية المرورية الهادفة إلى تنمية الحس الوطني لدى السائق وإشعاره بأهمية تحمله المسؤولية, وهي التوصية التي نعمل الآن في نطاق الأمانة العامة على بلورتها وتحديد الإجراءات الكفيلة بترجمتها إلى واقع ملموس". وعبر كومان في ختام كلمته عن أمله في أن تظل الحملات والأنشطة التي تواكب الاحتفال بأسبوع المرور العربي متواصلة طوال أيام السنة وبنفس الرغبة والحماس والإرادة والمسؤولية لدى جميع الأطراف والهيئات والمؤسسات ذات العلاقة بتدبير القطاع المروري في الوطن العربي. م . ك