قام معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، اليوم، بزيارة لدار مصحف أفريقيا بولاية الخرطوم. واستهل الزيارة بجوله على أقسام ومحتويات الدار، واستمع إلى شرح موجز من رئيس مجلس أمناء الدار الشيخ الدكتور الزبير أحمد الحسن عن مراحل طباعة المصحف الشريف، والرسالة القرآنية التي يقدمها لملايين المسلمين في أفريقيا، مشيدا معاليه خلال جولته بالدور الكبير الذي تبذله الدار في خدمة القرآن الكريم. وفي نهاية الزيارة، سجل معالي الشيخ صالح آل الشيخ كلمة في سجل الزيارات، أكد فيها أن الاهتمام بالمصحف اليوم من أوجب الواجبات، مشددا على أهمية مصحف أفريقيا؛ لأن حاجة القارة الأفريقية له كبيرة جدا، ولا سيما الأجزاء القرآنية مثل جزء عمّ، وربع ياسين؛ لأن الحاجة ماسة إليها في المدارس وحلقات التحفيظ في المساجد في القراءة والتلاوة، وهذا ما عملناه في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، حيث الاهتمام بجزء عمّ وربع يس في المدارس الابتدائية بالمملكة. وعبر معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، عن شكره وتقديره للقائمين على الدار، وقال : إننا في المملكة العربية السعودية نساعد وندعم مثل هذه المؤسسات التي تؤدي رسالة عظيمة في خدمة القرآن الكريم وطباعته، مضيفًا أننا نسعد بمساندة ودعم دار مصحف أفريقيا بكل ما تحتاج إليه إن شاء الله تعالى وسنعمل في المرحلة المقبلة على تطوير التعاون، ولا سيما في جانب القراءات التي ينبغي أن تكون عبر متخصصين، تلبيةً لاحتياجات الدول القارئة بها. وأبان معاليه أن هناك فروق علمية دقيقة بين الروايات، وقد راعينا هذا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف، حيث يشرف عليه مجلس علمي من كبار القراء في العالم الإسلامي؛ إذ هو عمل علمي دقيق، وليس عملا طباعيا بحتا. وشدد معاليه على أن طباعة المصحف مهمة جدا، وتحتاج إلى تدريب شباب من البلد للمستقبل؛ للنهوض بأعباء الطباعة من مهندسين، وميكانيكيين، وخبراء آلات الطباعة الحديثة، حيث إن طباعة المصحف ليست كطباعة الكتب والجرائد والمناشير المختلفة، فطباعة المصحف تحتاج إلى رتم فني متبع تتراكم فيه الخبرات، مؤكدا حرص وزارة الشؤون الإسلامية على تقديم إمكاناتها وخبراتها للدار في إطار رسالتهما المشتركة لخدمة القرآن الكريم. وأعلن معالي الشيخ صالح آل الشيخ أن إجمالي ما أنتجه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة تجاوز ثلاثمائة وعشرين مليون مصحف منذ بداية إنتاجه عام 1405 ه، بمعدل عشرة ملايين نسخة سنويا، مبينًا معاليه أنه تم وضع الترتيبات النهائية ليصل الإنتاج إلى عشرين مليون نسخة سنويا مما يلبي احتياجات المسلمين في أنحاء المعمورة. وفي نهاية الزيارة، اتفق الجانبان على التعاون بين الدار ووزارة الشؤون الإسلامية ممثلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في مجال خبرات نشر وطباعة المصحف الشريف، من خلال عقد دورات تدريبية لمنسوبي الدار في المجمع.