شهد مهرجان "حكايا مسك" الذي انطلقت فعالياته أمس في مركز الملك فهد الثقافي وسط مدينة أبها، توافد أكثر من 12 ألف زائر وزائرة في يومه الأول، استفادوا من أجنحة المهرجان وبرامجه التعليمية والترفيهية التي تنوعت بين الكتابة والرسم والإنتاج المرئي وصناعة الرسوم المتحركة، وتنمية قدرات الأطفال، إضافة إلى مسرح حكايا الذي يقدم عروض مسرحية ومرئية، وفقرات خصصت للأبطال المرابطين على الحدود الجنوبية للمملكة. واستضاف المهرجان الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية "مسك"، وتستمر فعالياته لمدة ثلاثة أيام، عددا من المشاركين في الدفاع عن الحدود الجنوبية، حيث قدّم الإعلامي السعودي ياسر الشمراني وبدر الزهراني أحد الأبطال الذين أصيبوا خلال أداء واجبهم الوطني على الحدود الجنوبية، أبرز التجارب والتضحيات التي شاهدوها خلال الحرب، منوهين بالبطولات التي يسطرها الجنود البواسل، للذود عن الدين والوطن، والتي لاقت تفاعلاً لافتاً من زوار المهرجان، ولفت انتباه الحضور، مشاركة 17 فرداً من أبناء إحدى العائلات السعودية في الحد الجنوبي، حيث أصيب اثنان منهم واستشهد آخر. وشهدت مسرحية "حبل غسيل" والتي قدمت على مسرح المفتاحة لمدة 40 دقيقة، طابعاً مختلفاً عن نمط المسرحيات، حيث يستقبل الفريق الأفكار من الجمهور ويعمل على تطبيقه واقعاً ، مما زرع الحماس والتنافس بين الحضور للمشاركة وطرح العديد من الموضوعات الدرامية والتراجيدية. ووضع قسم المؤلف الصغير ضمن فعاليات "حكايا مسك" تسعة معايير حددها متجر الطفل القارئ لتعليم أولياء الأمور كيفية اختيار الكتب الملائمة لأطفالهم، والتي يتعلمونها أثناء زيارتهم لهذا القسم بيسر وسهولة. وتتمثل تلك المعايير في البحث عن الفئة العمرية في غلاف الكتاب، واختيار العنوان المحفز للطفل، ومراجعة المحتوى، وانتقاء الموضوعات، والتركيز على الجانب القصصي، إلى جانب الروايات القيمة، والاهتمام بالصور والرسومات، والموازنة بين المتعة والتعلم، وتعليم الطفل كيفية اختيار الكتب التي تستهويه. وتأتي هذه المعايير بناء على البحث عن الفئة العمرية المخصص لها الكتاب بالنسبة للفئة العمرية ما قبل المدرسة، إلا أنه من الضروري مراعاة اختلاف قدرات وإمكانيات الأطفال فيما بينهم، وبالتالي اختيار ما يناسب كفاءة كل طفل. ويراعي قسم المؤلف الصغير في مهرجان "حكايا مسك" أهمية معرفة الشخصيات المحببة للطفل وتحديد هواياته واهتماماته بهدف اختيار الكتاب المناسب له والذي يتناول ما يمر به من أوضاع، فيما تؤكد أنشطة المؤلف الصغير على ضرورة تغيير المحتوى من النمط التقليدي إلى التفاعلي، بحيث يكون أمام الأطفال كتب تترك المجال أمامهم لإكمال كتابة القصة ووضع النهاية التي يرغب بها، وهو ما يحدث تفاعلاً كبيراً بين الأطفال والكتب الورقية. ويستعرض أكثر من 29 شابا وفتاة ابداعاتهم الفنية من خلال مشاركتهم في مهرجان "حكايا مسك" الذي تنظمه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية" هذه الأيام في مدينة أبها، والمتمثلة في مجالات الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي، فيما يمارس بعضهم هواياتهم في هذه المجالات، مستوقفين زوار المهرجان. وكانت لوحات الرسامين وأعمالهم الفنية المعروضة للبيع محط أنظار الكثيرين من الزوار، فمنهم من فكر في اقتناء صور مرسومة لشخصيات بارزة، وآخرون فضّلوا الاتفاق مع رسام على رسم لوحات شخصية لهم. ويحوي سوق "حكايا مسك" أعمالاً فنية مجسمة، تتضمن مشاهد من بيئات محلية متعددة من بينها الرواشين ونوافذ البيوت القديمة، وعدد من الأعمال الخشبية التي نفذت ببراعة لتمزج بين الماضي والحاضر وتعطي في الأخير منتجاً فنياً حديثاً.