بدأت في لندن اليوم أعمال المؤتمر الخليجي البريطاني حول الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وذلك تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه في القمة الأولى بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة التي عقدت في مملكة البحرين في ديسمبر 2016م ، بمشاركة عدد من الوزراء وممثلين عن الوزارات والقطاعات الحكومية ذات الصلة ، وسفراء دول المجلس لدى المملكة المتحدة إضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص من اتحاد غرف دول مجلس التعاون والغرف التجارية والصناعية بدول المجلس، ورجال الأعمال. وفي مستهل الجلسة الافتتاحية ألقى وزير الدولة البريطاني لشؤون التجارة الدولية الدكتور ليام فوكس كلمة أكد فيها أن العلاقة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون بدأت من موقع قوة كبيرة، وهذا يعكس التحالف القوي الذي بيننا في مواجهة التحديات والتهديدات الإقليمية والعالمية. وقال : إن الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون والتي أعلن عنها في ديسمبر الماضي، ستعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث تصدر الشركات البريطانية أكثر من 30 مليار جنيه استرليني من السلع والخدمات إلى دول مجلس التعاون كل عام. وأضاف : هناك الآلاف من الشركات البريطانية في جميع أنحاء الخليج، تعمل على خلق فرص العمل والمساعدة في تنفيذ المشاريع التوسعية في الطاقة والاستثمار وتطوير البنى التحتية، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يعقد لتعزيز الشراكة بيننا والتي تزدهر بالفعل لنكون أقرب إلى الدفاع، والأمن، والثقافة، وبالطبع التجارة والاستثمار. وتابع قائلاً: إنه في هذا الوقت الذي تستعيد فيه المملكة المتحدة مكانتها في العالم، ستصبح صداقتنا مع دول مجلس التعاون أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث سنعمل معا على تشكيل المستقبل وتحقيق رؤانا الوطنية وبناء عالم أكثر أمنا وازدهارا لجميع أبناء شعبنا. كما ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة أكد فيها أهمية المنتدى الخليجي البريطاني حول الشراكة بين القطاعين العام والخاص والذي جاء تنفيذا لما تم الاتفاق عليه في القمة الخليجية - البريطانية التي عقدها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون ، حفظهم الله ورعاهم ، مع دولة السيدة تيريزا ماي رئيسة وزراء المملكة المتحدة في مملكة البحرين في ديسمبر 2016م. وقال : إن هذا المنتدى فرصة مواتية لمتابعة ما تمت مناقشته في تلك القمة المباركة بشأن فتح كافة الامكانات للعلاقات الخليجية البريطانية التجارية والاستثمارية ، وبحث أفضل الطرق والممارسات لتعزيز التعاون في هذه المجالات. ونوه معاليه في كلمته إلى أن دول مجلس التعاون تسعى دائما إلى بناء علاقات تجارية مع الدول التي تجمعها بها علاقات وطيدة ، مؤكدا أن المملكة المتحدة تأتي على رأس هذه القائمة نظراً لعمق العلاقات التاريخية و العلاقات التجارية التي تجمعهما. وأكد الأمين العام على تعدد الفرص الاستثمارية والتجارية لدى دول مجلس التعاون وفي مختلف المجالات ، مشيرا إلى قيام دول المجلس بتطوير استراتجيات اقتصادية واجتماعية طويلة المدى بدعم من ناتج محلي قيمته ( 1.6 تريليون دولار ) ، وبما قيمته ( تريليون دولار ) من قيمة الصادرات والواردات ، فضلاُ عن ما تنفقه دول المجلس في تطوير مشاريع البنية التحتية بما لا يقل عن (200 بليون دولار ) ، واستعدادها لاستضافة حدثين عالميين مهمين هما " اكسبو 2020 في الامارات العربية المتحدة ، وكأس العالم في دولة قطر2022. وقال الأمين العام إن تحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص بين دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة سوف يلعب دورا رئيساً في تشجيع النشاط الاقتصادي القائم بين الجانبين وزيادة فرص الاستثمار والدفع بها الى مستويات أكبر وأرحب ، كما سيعمل الجانبان على التعرف على العوائق وتسهيل الإجراءات أمام التجارة والاستثمار، و خلق الظروف وتهيئة المناخ المناسب لتشجيعهما بين الجانبين وتحقيق الاستغلال الأمثل للفرص التجارية والاستثمارية المتاحة. كما ألقى وزير التجارة والصناعة والسياحة في مملكة البحرين، رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون، زايد بن راشد الزياني كلمة قال فيها إن العلاقات القوية التي تتمتع بها دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة هي علاقات متينة وقوية تمتد لسنين طويلة ، وهي تتعزز من خلال هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي يعكس الشراكة بين القطاع الخاص والعام بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة. وأعرب وزير التجارة والصناعة والسياحة في مملكة البحرين عن شكره لمعالي الأمين العام لمجلس التعاون ووزارة التجارة البريطانية على تنظيم هذا المؤتمر والذي سيناقش العديد من المواضيع المهمة خلال هذه الفترة الصعبة التي يعيشها العالم من تدهور اقتصادي وهبوط أسعار النفط، مؤكدا أن هذا المؤتمر يأتي لتسهيل جميع العوائق التي يمكن أن تواجه المستثمرين، وخلق شبكة تواصل تجمع بين دول المجلس والمملكة المتحدة. وبين أن هذا المؤتمر يعكس نتائج القمة التي جمعت القادة في ديسمبر الماضي، واهتمامهم بتحقيق أعلى مستوى تعاون فيما بيننا في العديد من المجالات الأمنية والسياسية والدفاعية والتجارة والاستثمار وتطوير الموارد البشرية. كما ألقى معالي وزير التجارة والصناعة في سلطنة عمان علي بن مسعود السنيدي كلمة قال فيها إن هذا المؤتمر يأتي في وقت صعب، ولكن حكوماتنا في دول مجلس التعاون قامت بالإعداد لخطط التحول الوطني التي من شأنها إعادة بناء الاقتصاد وبشكل يتضمن الشراكة بين القطاع الخاص والعام من خلال تنظيم المؤتمرات الدورية التي تجمع القطاع الخاص والعام بشكل مستمر. وبين أن هذا المؤتمر يأتي في وقت مهم للمساعدة في تقديم الخطوات اللازمة لنجاح العلاقات الاقتصادية بين دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة، مشيرا إلى أننا بحاجة إلى إعادة تعريف فرص الاستثمار المشترك وتقديم المشاريع التي تخدم الجميع.