عقد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان ندوة في الأممالمتحدة في جنيف حول المختطفين والمختفين قسريا في اليمن ، وذلك على هامش أعمال الدورة 34 لمجلس حقوق الإنسان . وناقشت الندوة التي أدارها السفير اليمني السابق في الأممالمتحدة الدكتور إبراهيم العدوفي قضية الاختفاء القسري والمختطفين والتعذيب في اليمن . وطالبت الوزيرة اليمنية السابقة لحقوق الإنسان الدكتورة حورية مشهور في مداخلتها بالإفراج الفوري عن المختطفين والمختفين قسريا في اليمن، مشيرة إلى أن الاختفاء القسري والاعتقال طال فئات المجتمع اليمني كافة، بما في ذلك الحقوقيين والأطباء والوزراء وان وزير الدفاع لازال بين المعتقلين حتى الآن . كما طالبت المجتمع الدولي بالاهتمام بهذه القضية والعمل علي تحرير المختطفين ومعرفة مصيرهم ، وان تكون قضية المختطفين والمعتقلين في اليمن على رأس أولويات أي مفاوضات سياسة ، وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالعمل علي تمكين العائلات من العثور علي ذويهم المختطفين والمعتقلين والتواصل معهم والاطمئنان عليهم ودعم رابطة أمهات المختطفين . وتحدث يوسف أبو راس عن التعذيب في اليمن وقال أنه طال جميع الفئات اليمنية بما في ذلك النساء والأطفال ، مشيرا إلى أن ميليشيات الانقلاب تُمارس التعذيب بشكل ممنهج وتنتهك القانون الدولي والأعراف القبلية اليمنية . وعرض أبو راس تقرير التحالف اليمني لرصد الانتهاكات حول التعذيب الذي وثق 813 حالة تعذيب في 20 محافظة ، ارتكب معظمها الحوثيون وقوات صالح ، وارتكب تنظيم القاعدة 5 حالات منها . وأوضح أن ممارسة الانقلابيون للتعذيب تتسبب للضحايا بأمراض بدنية ونفسية، منها فقدان الذاكرة أو السمع أو البصر والشلل وأحيانا إلى الموت ، وتسبب لعائلات الضحايا بأمراض نفسية . كما عرض توصيات تقرير التحالف للحكومة اليمنية لسن قوانين وتشريعات تجرم التعذيب ، وللسلطات القضائية للقيام بتحقيقات وتقديم الجناة للعدالة ، وتعويض الضحايا ، ومطالبة الانقلابيين بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين أو تقديمهم للمحاكمة العادلة ، وكذلك مطالبتهم بالالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات التي وقعت عليها اليمن بصفتهم سلطة الأمر الواقع . وتناول همدان العلي خلال الندوة قضية معاناة أسر المختطفين في اليمن وسرد قصص من الواقع ، كما عرض مقاطع فيديو وثقت اعتداء الانقلابيون علي أسر المختطفين خلال الوقفات الاحتجاجية التي ينظمونها للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم، بالاضافة إلى شرح المعاناة الشديدة لعائلات المختطفين في سجون الحوثي وصالح علي الصعيد المباشر وغير المباشر . وأوضح أن أكثر المتضررين هم النساء والأطفال وكبار السن الذين يتعرضون لمخاوف وأخطار مالية وأمنية وصحية ونفسية ، حيث يغيب عائلهم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اليمن ، فتبيع الأسر ما لديها ويترك الأطفال مدارسهم للعمل بما يمثل خسارة مستقبلية لهولاء الأطفال . وأكد أن الميليشيات الحوثية تستغل لهفة الأسر لإطلاق سراح ابنائها فيطالبونها بدفع فدية تصل الخيانات إلى 5 مليون ريال يمني أي نحو 14 ألف دولار، كما تطرد العديد من الأسر من مسكنها بسب العجز عن دفع الإيجار بعد غياب عائلها، ولا تتمكن الأمهات من زيارة أبنائها بسبب عدم توفر المال اللازم تقديمه للعاملين في السجون ، ويهدد الحوثيون الأمهات بتعذيب أبنائهن اذا تواصلن مع منظمات المجتمع المدني الحقوقية، كما تعيش الأسر علي الديون التي تمثل أعباء مستقبلية . وبين العلي انه تم تشكيل رابطة لأمهات المختطفين للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم ، حيث يصعب على الرجال المطالبة بذلك نظراً لما تقوم به الميليشيات ضدهم من قمع وحشي، وانه رغم تشكيل هذه الرابطة فقد تم الاعتداء على الأمهات عدة مرات، مشيراً إلى ان أسر المختطفين تتعرض للمضايقات وأحيانا لخطر الأعمال الانتقامية ، نظراً لما تروج له الميليشيات الانقلابية أن المعتقلين هم سبب الحرب في اليمن والتدمير وبالتالي هم سبب المشكلات الاقتصادية والفقر في البلاد ، وهو ما يخلق عام معادي للمعتقلين وأسرهم بما قد يعرضهم للانتقام.