عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم جلسة مباحثات ثنائية مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور رئيسي وزراء البلدين وأعضاء الوفدين المصري والأردني. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف في تصريح له، أن المباحثات تناولت التشاور حول العلاقة الاستراتيجية بين البلدين وسُبل تعزيزها في المجالات كافة، فضلاً عن التباحث بشأن مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف يوسف أن الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني أكدا أهمية استمرار اللجان العليا المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين في بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية، وضرورة متابعة تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها في مجالات متعددة خلال الاجتماع الأخير للجنة في أغسطس من العام الماضي بالقاهرة. وأشار المتحدث إلى أن الجانبين استعرضا سُبل التحرك المستقبلي في إطار السعي لكسر الجمود القائم في عملية السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن بحث سبل التنسيق المشترك للوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وأفاد بأنهما شددا على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار الحالي في الأراضي السورية، والحفاظ على المسار السياسي الذي يقوده مبعوث الأممالمتحدة، مؤكدين أهمية اجتماعات "الأستانة" لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. كما أكدا ضرورة إنهاء المُعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب السوري، وضرورة العمل على الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية، والتصدي بقوة للجماعات الإرهابية ومنع كافة أشكال الدعم المقدم لها. وقال يوسف: "إن الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني أعربا عن دعمهما للعملية الجارية لتحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، بما يسهم في عودة الاستقرار للعراق، والبدء في إعادة إعماره، مشيرين إلى أهمية دعم جهود المصالحة والتسوية السياسية في العراق لما فيه صالح الشعب العراقي ". وأضاف المتحدث أن الجانبين استعرضا الجهود المصرية الرامية لتوحيد الصف الليبي، وتبادلا التقييم حول سُبل الحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا واحترام إرادة شعبها، وإيجاد حل ليبي خالص يُرسخ دعائم المؤسسات الوطنية الليبية دون أي تدخل خارجي. وتابع يوسف قائلاً: "إن الرئيس السيسي والملك عبد الله الثاني أكدا أهمية تكاتف جهود المجتمع الدولي في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف، في إطار استراتيجية متكاملة لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية وإنما تشمل كذلك الجوانب الثقافية والاقتصادية والفكرية". وأشار المتحدث إلى أن الجانبين شددا على أهمية دعم الجامعة العربية، لاسيما وأنها إحدى أهم آليات العمل الجماعي العربي، سعيًا لتوحيد مواقف الدول العربية والتصدي للمخاطر التي تواجهها. وبشأن الإعداد للقمة العربية المزمع عقدها نهاية الشهر المقبل في الأردن، أوضح يوسف أن الرئيس السيسي أعرب عن تطلعه للمشاركة في القمة، مؤكدًا ثقته في خروج القمة بقرارات ترقى لمستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية، واستعداد مصر الكامل للتنسيق مع الأردن للوصول إلى هذا الهدف، في ظل توافق رؤى البلدين حول معظم القضايا الإقليمية والدولية.