اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في القاهرة اليوم الأحد، على أهمية العمل على تصويب الصورة السائدة عن الإسلام وإظهاره بطبيعته السمحة الحقيقية التي تنبذ العنف والتطرف وتحض على التسامح والاعتدال وقبول الآخر، ومن جهة أخرى أكدا ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية. وغادر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني القاهرة، بعد زيارة عمل قصيرة لمصر استمرت حوالى ساعتين، أجرى خلالها محادثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط. واستقبل السيسي العاهل الأردني داخل القاعة الرئاسية في مطار القاهرة، حيث أكد الرئيس المصري والعاهل الأردني "ضرورة تكاتف جهود الدول العربية والإسلامية لتحقيق هذا الهدف وذلك من خلال التنسيق والعمل المشترك"، وفق تصريح صحافي للناطق باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير علاء يوسف. وقال الناطق إن اللقاء شهد تأكيداً من الزعيمين على محورية دور الأزهر "باعتباره منارة للفكر الإسلامي الوسطي تساهم بفاعلية في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام وتكافح الأفكار المتطرفة والهدامة، فضلاً عن أهمية توفير كل سبل الدعم والمساندة له ليتمكن من أداء رسالته على الوجه الأكمل". وعلى الصعيد الإقليمي تباحث الطرفان في شأن عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك من بينها الأزمة السورية، إذ أكد الجانبان "ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية والحيلولة دون امتداد أعمال العنف والإرهاب إلى دول الجوار السوري". واستأثرت القضية الفلسطينية بجزء مهم من المحادثات، حيث تم استعراض آخر تطورات الموقف في ضوء نتائج اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية والقرارات الصادرة عنه أمس. وأشار المتحدث إلى أن جلسة محادثات ثنائية مغلقة عقدت أولاً تلتها جلسة أخرى موسّعة بحضور وفدي البلدين، تم خلالها التباحث في شأن مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتنميتها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية. وكان بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، ذكر أن الملك عبدالله سيلتقي السيسي "لبحث آفاق تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين في شتى الميادين، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط". وصرح بشر الخصاونة سفير الأردن إلى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، بأن زيارة العاهل الأردني، جاءت فى إطار التنسيق المستمر بين القيادتيين حول كل القضايا العربية. وقال السفير إن الملك عبد الله الثاني حريص على التشاور والتداول مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول مختلف القضايا العربية، بخاصة القضية الفلسطينية والأوضاع فى سورية والعلاقات الثنائية. وأشار إلى أن التواصل بين الملك عبد الله الثاني والرئيس السيسي مستمر حول التطورات على الساحة العربية، وكان آخرها الاتصال الذى تمّ بينه والسيسي خلال اللقاء الثلاثي الذى جمع الملك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري في عمان. ولفت إلى أهمية هذه الزيارة كونها تأتي قبل أيام قليلة من الزيارة المرتقبة للملك عبد الله الثاني إلى الولاياتالمتحدة الأميركية وضرورة التنسيق بين العاهل الأردني والرئيس السيسي حول الموضوعات والقضايا العربية. ويعتمد الأردن على غاز مصر في إنتاج 80 في المئة من الكهرباء التي تحتاج إليها المملكة، قبل أن يتحوّل إلى الوقود الثقيل الذي تقول الحكومة إنه يكلفها خسائر تقارب مليون دولار يومياً. وكانت إمدادات الغاز المصرية للأردن تناهز 100 مليون قدم مكعبة يومياً لتوليد الكهرباء، لكن هذه الإمدادات توقفت في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي، عندما تعرّض الأنبوب الناقل لهجوم. وتعرّض الأنبوب الذي يزوّد الأردن وإسرائيل بالغاز المصري، إلى سلسلة من الهجمات في شبه جزيرة سيناء المصرية، بعد الثورة التي أطاحت الرئيس المصري حسني مبارك في 2011. يشار إلى أن أكثر العمال الوافدين إلى الأردن هم من الجنسية المصرية، ويفوق عددهم 900 ألف وهم يعملون خصوصاً في مجالَي البناء والزرعة.